
حرص
الإسلام على العدل بين الرعية ودعا أتباعه إليها، وقد أمر سبحانه وتعالى
نبيه عليه السلام بالعدل بقوله : (وَقُلْ آَمَنْتُ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ
مِنْ كِتَابٍ وَأُمِرْتُ لِأَعْدِلَ بَيْنَكُمُ) الشورى/ 15 ..، وأمر
بالعدل مطلقاً كما في قوله : (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ) النحل/
90..، وأمر به في باب الحكم بين الناس كما في قوله : (إِنَّ اللَّهَ
يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا
حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ) النساء/ 58..،
وأمر به في الأقوال كما في قوله : (وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ
كَانَ ذَا قُرْبَى)الأنعام/ 152.
وبرغم وضوح ما سبق فمن المؤسف أن نرى المظالم قد انتشرت في كثير من مجتمعات المسلمين سابقاً ولاحقاً ، فهناك ظلم الولاة للرعية؛ بالتضييق عليهم، وهضم حقوقهم، والاستبداد بمصائرهم، والتفريط في مصالح البلاد , و مما لا مراء فيه ولا شك أن الله سبحانه وتعالى جمع لأهل بيت النبوة عليهم السلام أجمعين ما تفرق في الأنبياء والرسل من الخصوصيات الرسالية التكوينية، فهم في شريعتنا مثل الرسل والأنبياء في مساراتهم الفكرية والحياتية وحتى في ظلاماتهم التي أوقعها بهم قومهم وحكام عصورهم الظلمة.
وكما تحولت ظلامات الأنبياء إلى انتصارات باهرة سواء في حياتهم أو بعد مماتهم كذلك تحولت ظلامات أهل البيت إلى انتصارات باهرة زاهرة كانت سببا لتجديد الدين وإحيائه كلما تعرض إلى هزة أو هجمة من قبل الحكام الدنيويين أو الأعداء الآخرين، بل تحولت هذه الظلامات إلى طريق هداية للبشرية جمعاء حتى بالنسبة لغير المسلمين، فها هو غاندي الذي كان يتعبد بدين غير سماوي يهتدي بطريق الحسين (عليه السلام) ويقول مفتخرا: علمني الحسين أن اكون مظلوماً فأنتصر!
أي أن الظلامات التي كانت جزء من منظومة مباديء انتصار الرسالات كانت أيضا جزء من منظومة مباديء انتصار الأئمة المعصومين (عليهم السلام) ولذلك ورد عنهم قولهم : (ما منا إلا مقتول أو مسموم) وكأن في قتلهم أو سمهم تجديدا للحياة وتجديدا للرسالة المحمدية وقدرا من عند الخالق العظيم .
و ظلامة الإمام موسى الكاظم واحدة من الظلامات التأريخية التي تعرض لها المصلحون عبر التاريخ, ولما كان الإمام الكاظم هو إمام العصر المعصوم واجب الطاعة، فقد كان العباسيون أشد حذرا وخوفا منه لأنهم يرونه المنافس الوحيد لهم. ولذا عملوا على محاربته بكل ما لديهم من قوة ونكلوا به أشد تنكيل، فقضى فترات طويلة من حياته في ظلمات سجونهم يُنقل من سجن إلى سجن ,وآخر سجن نقل إليه في بغداد وهو سجن السندي بن شاهك وكان هذا السجن أشد السجون عذاباً وظلمة كما أن ألسندي بن شاهك كان شديد النصب والعداوة لآل البيت (عليهم السلام) وقد أمره الرشيد بسم الإمام ، فسارع وقدم إليه عشر حباتٍ من الرطب المسموم ، أجبره على أكلها ، فتناولها (عليه السلام) وتمرض من ذلك ثلاثة أيام واستشهد بعدها وبيده الأغلال آخر ليلة الجمعة يوم 25 رجب عام 183 من الهجرة ..
وها هي نفسها الظلامة التي مرت على الأنبياء والمرسلين والأئمة المعصومين (عليهم السلام) تمر وتتجسد بأوضح صورة على أولياءه الصالحين , ومراجع دين لاتأخذهم في الله لومة لائم , أمثال المرجع الغيور السيد الصرخي الحسني, من قبل أئمة ضلال ورموز دين , والبعث الكافر ورجالاته , الذين ظلموا العباد وأفسدوا البلاد , فلقد شدد قادة النظام البعثى الضغط على سماحته (دام ظله) بعد ان تآمر معهم رموز دينية تدعي التدين كذباً وزوراً لعلمهم انه مصدر الخطر عليهم جميعاً , فمارسوا ضده أعمالاً إرهابية وصلت الى حد الإعتقال مرات ومرات، وها نحن نعيش مناسبة الذكرى الحادية عشر للإعتقال الثالث لسماحته على أيدي أزلام البعث المجرم , بعد إقامته لصلاة " جمعة الأقصى " في النجف الأشرف مرتدياً كفنه الطاهر متحدياً لأسوأ حاكم عرفه التأريخ , والذي عرض البلد الى سلسلة من المحن والآلام والتمزق والحروب الطائشة التي كادت ان تمزق نسيجه الأجتماعي , وسلامة أرضه وهدر ثرواته وتسخيرها على أوهامه وأحلامه المريضة , وشراء الذمم والضمائر والأقلام والفضائيات المأجورة .
وعلى الرغم من حملات الظلم والتهميش والإلغاء والأقصاء التي تعرض اليها هذا المرجع الفذ ؛ إلا إن نوره بدد خيوط الكذب والمكر والضلال , فنراه لم يلن له جانب، ولا تهاون مرة واحدة، ولم يضعف أمام هول كل هذه الجرائم، بل دافع بكل ما أعطاه الله من قوة، وكظم غيظه، وجاهد صابراً مثابراً مطالباً بحق المسلمين المحرومين، ومناصراً للحق من أجل صيانة الدين والمحافظة على حقوق الأمة الإسلامية وإلى يومنا هذا , فصدحت الحناجر ورددت الإلسن , وكتبت الأقلام , وأمتلئت المواقع بمواقف هذه المرجعية الشرعية -الوطنية , فشمس الحق لايحجبها الغربال .
نعم ؛ لابد لنا أن نعرف أن أشد أنواع الظلم وأخطرها هو ظلم أولياء الله تعالى من العلماء العاملين والعُباد والدعاة إلى الله؛ بملاحقتهم ومحاربتهم وسجنهم، أو بما يقوم به الحاقدون والمنافقون في بعض الصحف ووسائل الإعلام من مهاجمتهم وطعنهم والسخرية منهم والافتراء عليهم لتنفير الناس منهم، وتتجلى خطورة الأمر بكون هذه الحرب في الحقيقة ليست حرباً على أشخاص هؤلاء الأولياء، لكنها حرب على ما يحملونه من علم ودين، أي أنها في خاتمة المطاف حرب لله رب العالمين، فهؤلاء الذين يحاربون أولياء الله يخوضون معركة خاسرة، فقد وعد الله بنصر عباده المؤمنين في الدنيا والآخرة فقال عز من قائل: (إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آَمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ) غافر/51.
وبرغم وضوح ما سبق فمن المؤسف أن نرى المظالم قد انتشرت في كثير من مجتمعات المسلمين سابقاً ولاحقاً ، فهناك ظلم الولاة للرعية؛ بالتضييق عليهم، وهضم حقوقهم، والاستبداد بمصائرهم، والتفريط في مصالح البلاد , و مما لا مراء فيه ولا شك أن الله سبحانه وتعالى جمع لأهل بيت النبوة عليهم السلام أجمعين ما تفرق في الأنبياء والرسل من الخصوصيات الرسالية التكوينية، فهم في شريعتنا مثل الرسل والأنبياء في مساراتهم الفكرية والحياتية وحتى في ظلاماتهم التي أوقعها بهم قومهم وحكام عصورهم الظلمة.
وكما تحولت ظلامات الأنبياء إلى انتصارات باهرة سواء في حياتهم أو بعد مماتهم كذلك تحولت ظلامات أهل البيت إلى انتصارات باهرة زاهرة كانت سببا لتجديد الدين وإحيائه كلما تعرض إلى هزة أو هجمة من قبل الحكام الدنيويين أو الأعداء الآخرين، بل تحولت هذه الظلامات إلى طريق هداية للبشرية جمعاء حتى بالنسبة لغير المسلمين، فها هو غاندي الذي كان يتعبد بدين غير سماوي يهتدي بطريق الحسين (عليه السلام) ويقول مفتخرا: علمني الحسين أن اكون مظلوماً فأنتصر!
أي أن الظلامات التي كانت جزء من منظومة مباديء انتصار الرسالات كانت أيضا جزء من منظومة مباديء انتصار الأئمة المعصومين (عليهم السلام) ولذلك ورد عنهم قولهم : (ما منا إلا مقتول أو مسموم) وكأن في قتلهم أو سمهم تجديدا للحياة وتجديدا للرسالة المحمدية وقدرا من عند الخالق العظيم .
و ظلامة الإمام موسى الكاظم واحدة من الظلامات التأريخية التي تعرض لها المصلحون عبر التاريخ, ولما كان الإمام الكاظم هو إمام العصر المعصوم واجب الطاعة، فقد كان العباسيون أشد حذرا وخوفا منه لأنهم يرونه المنافس الوحيد لهم. ولذا عملوا على محاربته بكل ما لديهم من قوة ونكلوا به أشد تنكيل، فقضى فترات طويلة من حياته في ظلمات سجونهم يُنقل من سجن إلى سجن ,وآخر سجن نقل إليه في بغداد وهو سجن السندي بن شاهك وكان هذا السجن أشد السجون عذاباً وظلمة كما أن ألسندي بن شاهك كان شديد النصب والعداوة لآل البيت (عليهم السلام) وقد أمره الرشيد بسم الإمام ، فسارع وقدم إليه عشر حباتٍ من الرطب المسموم ، أجبره على أكلها ، فتناولها (عليه السلام) وتمرض من ذلك ثلاثة أيام واستشهد بعدها وبيده الأغلال آخر ليلة الجمعة يوم 25 رجب عام 183 من الهجرة ..
وها هي نفسها الظلامة التي مرت على الأنبياء والمرسلين والأئمة المعصومين (عليهم السلام) تمر وتتجسد بأوضح صورة على أولياءه الصالحين , ومراجع دين لاتأخذهم في الله لومة لائم , أمثال المرجع الغيور السيد الصرخي الحسني, من قبل أئمة ضلال ورموز دين , والبعث الكافر ورجالاته , الذين ظلموا العباد وأفسدوا البلاد , فلقد شدد قادة النظام البعثى الضغط على سماحته (دام ظله) بعد ان تآمر معهم رموز دينية تدعي التدين كذباً وزوراً لعلمهم انه مصدر الخطر عليهم جميعاً , فمارسوا ضده أعمالاً إرهابية وصلت الى حد الإعتقال مرات ومرات، وها نحن نعيش مناسبة الذكرى الحادية عشر للإعتقال الثالث لسماحته على أيدي أزلام البعث المجرم , بعد إقامته لصلاة " جمعة الأقصى " في النجف الأشرف مرتدياً كفنه الطاهر متحدياً لأسوأ حاكم عرفه التأريخ , والذي عرض البلد الى سلسلة من المحن والآلام والتمزق والحروب الطائشة التي كادت ان تمزق نسيجه الأجتماعي , وسلامة أرضه وهدر ثرواته وتسخيرها على أوهامه وأحلامه المريضة , وشراء الذمم والضمائر والأقلام والفضائيات المأجورة .
وعلى الرغم من حملات الظلم والتهميش والإلغاء والأقصاء التي تعرض اليها هذا المرجع الفذ ؛ إلا إن نوره بدد خيوط الكذب والمكر والضلال , فنراه لم يلن له جانب، ولا تهاون مرة واحدة، ولم يضعف أمام هول كل هذه الجرائم، بل دافع بكل ما أعطاه الله من قوة، وكظم غيظه، وجاهد صابراً مثابراً مطالباً بحق المسلمين المحرومين، ومناصراً للحق من أجل صيانة الدين والمحافظة على حقوق الأمة الإسلامية وإلى يومنا هذا , فصدحت الحناجر ورددت الإلسن , وكتبت الأقلام , وأمتلئت المواقع بمواقف هذه المرجعية الشرعية -الوطنية , فشمس الحق لايحجبها الغربال .
نعم ؛ لابد لنا أن نعرف أن أشد أنواع الظلم وأخطرها هو ظلم أولياء الله تعالى من العلماء العاملين والعُباد والدعاة إلى الله؛ بملاحقتهم ومحاربتهم وسجنهم، أو بما يقوم به الحاقدون والمنافقون في بعض الصحف ووسائل الإعلام من مهاجمتهم وطعنهم والسخرية منهم والافتراء عليهم لتنفير الناس منهم، وتتجلى خطورة الأمر بكون هذه الحرب في الحقيقة ليست حرباً على أشخاص هؤلاء الأولياء، لكنها حرب على ما يحملونه من علم ودين، أي أنها في خاتمة المطاف حرب لله رب العالمين، فهؤلاء الذين يحاربون أولياء الله يخوضون معركة خاسرة، فقد وعد الله بنصر عباده المؤمنين في الدنيا والآخرة فقال عز من قائل: (إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آَمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ) غافر/51.
0 التعليقات:
إرسال تعليق