السيد الصرخي الحسني وطريق ذات الشوكة .


المبدئية طريق وعر ولم يكن ممهدا في يوم من الأيام ذلك انه يلتزم معايير الصدق والحق ولا مكان للمساومة فيه ويتعرض المبدأ وأصحابه دائما للملاحقة والضربات والمواجهات من قبل أعدائه والكارهين والانتهازيين وأصحاب النفوذ لأنه يفضحهم ويقف في وجه إراداتهم ومصالحهم ولأنه فوق ذلك يتخذ وسائل الوعي والعلم والنور في جوانب أطروحته إلى سائر الناس والمجتمع وهذا ما لا يرضاه الجانب المظلم والأشرار فيقول الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام في هذا الحال ( لا تستوحشوا طريق الحق لقلة سالكيه ) فمن ابرز صفات وميزات الحق والمبدأ هو قلة السالكين وندرة أنصاره باعتبار إن هذا الطريق له ثمن باهض قد يصل إلى حد التضحية بالنفس والمال أو النفي والاعتقال ..وقلما تجد من الناس من يثبت على مبدأه كما ثبت سماحة المرجع الديني آية الله العظمى السيد الصرخي الحسني في زمن اعتى جبروت حكم العراق عندما اعتقل ولثلاث مرات كان آخرها بتاريخ 3\1\2002 وتعرض سماحته لشتى صنوف الترغيب والترهيب هو ومن اعتقل من مقلديه وأصحابه معه وتلك الزنزانات الجائرة كانت شاهد على معاناة مرجع وقف في وجه السلطة وأئمة الضلال ولم يقدم أي تنازلات برغم الأذى والتعذيب ولم يركع لسطوتها وجبروتها وما عرضت عليه من عروض وإغراءات دنيوية يقول سماحته في خطبة عيد الفطر المبارك لهذا العام التي ألقاها في برانيه بكربلاء أمام آلاف الحشود من مقلديه ومحبيه ومريديه (انه في المعتقل كان يحتج علينا بقصاصات من الورق والصحف فيها استفتاءات صدرت من مكاتب لرموز ومرجعيات دينية تظهر بين سطورها إن منهم من أفتى ضد الاحتلال الامريكي ولصالح نظام صدام وكان الثمن في حال قبولنا بان نعمل بمثل ماعمل به هؤلاء هو إطلاق سراحنا ومن معنا وكانوا يحرضون المعتقلين الذين معنا فيقولون لهم إن أمر إطلاق سراحكم ببساطة هو مجرد فتوى تصدر من مرجعكم الصرخي تؤيد النظام ويصرح فيها بان الاحتلال غير مرغوب فيه ويجب إسناد الدولة والوقوف معها لغرض تطبيق الحكم الشرعي في الجهاد ضد المحتل ثم عرضوا علينا أن نسجل مقابلة فضائية نتحدث فيها لصالح النظام فحصل الرفض من قبلنا وبعد هذا التصريح في الصحف وحصل الرفض أيضا وبعد ذلك قالوا اعطنا تعهد انه بعد خروجك من المعتقل تصرح بالتأييد ورفضنا ذلك أيضا وقد أكد سماحة السيد هنا بقوله .. وهذا طبعا ضمن نهجنا الذي سرنا به والذي تعلمناه من أئمتنا وقادتنا ولكن كل تلك العروض إنما يراد منها الفتنة .وأخبرناهم إننا لا نساوم وطبعا هذا هو ثمن حريتنا فأخبرناهم انه إذا كان هذا هو ثمن حريتنا فأننا لا نبيع حريتنا بثمن بخس وسنبقى في هذا السجن ونتحمل نتائجه وعقوبة الإعدام وربما التعرض للقصف الجوي والموت على ان لا نتنازل عن حريتنا لأننا أصحاب مبدأ تعلمنا مبادئنا من مذهبنا وأئمتنا .. وفي كل تلك الاعتقالات كانوا يعرضون علينا مقابل حريتنا هو أن نقبل بما عرضوه علينا من استلام الحوزات بمدارسها بأوقافها الدينية بحضراتها المقدسة بأموالها بجوامعها ومساجدها بولاياتها بخدمها بمتوليها بأقاماتها التي تعطى لرجال الدين ( الغير عراقيين ) بكل ما أعطي للسيد الصدر الثاني قدست نفسه من أمثال تلك العروض فكان الجواب إني سوف أقع في الفخ وأكون عميلا في نظر العامة والجهلاء ويستغل ذلك المبغضون والحساد وأكون مباح الدم كما حصل للسيد الصدر فقالوا نريد منك فقط كلام لا توقع على إي شيء وسنعطيك أكثر سوف نعطيك وثيقة مكتوبة بأننا لا نتعرض لك وسوف نعطيك جريدة وإذاعة ولكننا رفضنا هذا الأمر والتاريخ يكتب ويشهد والله سبحانه وتعالى الشاهد على ذلك ..) كان من الممكن أن يفعلها سماحة السيد فيصبح من المقربين للنظام وسيتم تسخير ماكنة الإعلام لصالحه وسترفع صوره في كل مكان وسيكون متحكما بالحوزة وبكل مفاصلها ودقائقها وأسرارها وستكون الدنيا بين يديه ولكنه رفض ذلك رفضا قاطعا كجده أمير المؤمنين عندما عرضت عليه الدنيا فقال قولته الشهيرة إنما دنياكم هذه ( عندي لأهون من ورقة في فم جرادة تقضمها ) وقوله الآخر ( ولألفيتم دنياكم هذه أزهد عندي من عفطة عنز ...) هكذا هم أصحاب المبادىء والرجولة من العظماء يقدمون نماذج راقية لمعنى الصلابة والهمم والتفاني لم يترددوا لحظة واحدة للتضحية , وهكذا اتضحت معالم المرجعية الحقيقية على يد المرجع المظلوم سماحة السيد الصرخي فلم تكن يوما من الأيام مجرد مواقف كلامية او خطب بلاغية بين مجلدات الكتب وعلى رفوف المكتبات، أو كلام إنشائي لتعزيز المنابر والمحاضرات.ولم تغيب أو تذوب وتتلاشى وهي تتعرض لشتى الهجمات والتشويه والتنكيل بل ظلت محافظة على هيبتها ورونقها وشموخها وحركتها والسر في ذلك هو ثباتها على قيمها ومبادئها


    تعليقات بلوجر
    تعليقات فيس بوك

0 التعليقات:

إرسال تعليق