الحوزة العلمية الجعفرية .. وتطور العلوم الفلسفية


من المفرح ان تتغير المناهج الحوزوية وتنتهج منهجا علمياً يرتجى منها العطاء العلمي على كل مستويات العلم والمعرفة ، خصوصاً التجديد في المناهج العلمية والعلوم التي تكون رافداً لطالب العلم على كل مستوياتها ومنها الدرس الفلسفي والذي سوف تأخذ الحوزة العلمية الجعفرية على عاتقها رفد العلوم بشتى أنواعها واختلاف مشاربها حسب ما جاء في اعلانها المبارك ببدء الدراسة الحوزوية .
ولما تعانيه الحوزات العلمية من فقدان للأسس التي يجب أن تكون في طور التطور والأبداع وما تحمله من ارتياب والدخول في عمق ذلك العلم بعدما لا حظنا الاّ مبالاة اتجاهه والوقوف أمامه الموقف الحاد . أذ أن بعضهم رموه بالزندقة وغيرها من الألفاظ ، حتى أن ذلك وصل الى الغاء ذلك الدرس والخوض فيه أنطلاقاً منهم بالشعور اتجاهه من زاوية شخصية ، مما جعل ردة الفعل الطبيعية تنعكس على الحوزات العلمية والتي تحتضن أفكار ومعارف علمية عريقة لتواجه الدرس الفلسفي بالشك والامتعاض منه ليكون الداعي الى الفكر الفلسفي بتاريخه أن يواجه النفوذ من قبل المعارضين له الى منع ودراسة ذلك العلم بحجة أنه يعارض الدين .
والتجديد والاهتمام بهذا النمط من التفكير والاسس الفكرية لإعادة النشاط والحيوية داخل المؤسسة الدينية لتنهض النهضة الكبرى بعدما افل في اروقة الدرس الحوزوي نجم هذا العلم والذي شهد في الخمسينيات من القرن المنصرم شخصيات علمية اتقنت واعتمدت على تأسيس وثوابت الفلسفة واولته الاهتمام والوقت والجهد كالسيد الطباطبائي ولشهيد الصدر الاول قدس سرهما وغيرهم من ارباب اساتذة ذلك العلم ، ولابد لنا من الاشارة الى معنى الفلسفة التي تتبناه المدرسة الدينية فهو مفهوم مغاير لما تتبناه الفلسفة المعاصرة اذان غالب الابحاث الفلسفية في الزمن السابق وانها تختلف عن العصر المتأخر حيث لو راجعنا كتاب الشفاء لابن سينا نرى ان التغيير الواضح والتطور الذي جعله يناقش اراء ارسطو فنجد الاهتمام الواضح منه ليكون على اربعة مجلدات ناقش فيها اراء ارسطو ، ومن باب الحديث عن عن قضايا ومباحث الإهيات بالمعنى الاخص ، وكذلك عن الوجود الذهني من جانب المفهوم للصور الذهنية وكذلك الغور في مباحث الكليات وانواع المعقولات الماهوية .
وللفلسفة نمط خاص في تنشيط الفكر يسعى في ادراك واستيعاب التصورات العقلية الدينية مما نجد ان من الضرورة ان يستوعب العقل البشري تلك العلوم والمعارف وبغيابه نجد ان بعض العلوم قد احتلت مكانه واستغلت غيابه في الحواضر العلمية كالدرس الصوفي والنصي ، ومن خلال هذا الغياب وما نتجه من سلبيات افضت الى شيوع الدوران حول الموروث الفلسفي ليفتقد الى حياة تجديدية نابعة من مصدرها العلمي قد وضع بصمات التغييب عليه واضحاً.
ما تقدم يرفدنا بنتيجة فيما يخص الدرس الفلسفي انه ينشط البناء المعرفي ويرفع عنده مجالات الثقة بما لديه ويسعى الى عقلنة الرؤية للعالم والوجود والحياة مما يجعل من العقل مرجعية خاصة تكون له سندا باستحضار القرار .
وقد لاحظنا وشاهدنا قوة ومتانة الفكر المعرفي للسيد الشهيد الصدر قدس سره في تأسيس قواعد فلسفية مكنته من الوقوف في صدارة الفلاسفة حيث انه قدم نموذجاً فلسفياً قريباً من النموذج الغربي دون الابتعاد عن القواعد الفقهية والاصولية مما يجعل من الخوف الذي يسيطر على بعض المؤسسات الدينية وما يحملوه من خوف من الدرس الفلسفي باعتقادهم انه يبتعد عن الدين قد جعل من فكرهم وخوفهم في مهب الريح لما أُسس من منطلقات فلسفية جعلت منه قادرا على دحض كل الادعاءات الواهية وان الخوض فيه لا يحدث قلقا على القيم والعقائد الدينية ويؤسس فكرة الدرس الفلسفي والفكر الديني ، ومما لا شك فيه فان منهج السيد الصرخي الحسني دام ظله العالي ذلك المرجع الاعلم الذي اخذ على عتقه تبني افكار وعلم مدرسة الصدرين الشهدين قدس سرهما قد اولى من الاهتمام الكافي الى تبني افكار أستاذيه الشهيدين في كل المجالات العلمية التي انارت بنور علمهما محافل العلم والعلماء ، نسأل الله سبحانه ان يوفق الجميع لما فيه الخير والصلاح وان يديم علينا اشعاعات فكر ونور العالم الرباني والاب الروحاني قطب رحى العلم ومناره الطيب بن الطيبين المرجع الديني الاعلى اية الله العظمى السيد الصرخي الحسني دام ظله العالي على جميع البرية .


    تعليقات بلوجر
    تعليقات فيس بوك

0 التعليقات:

إرسال تعليق