الصرخي الحسني.....القدوةُ والمثلُ الأعلى



العلماء الصادقين المخلصين الناطقين هم الهداة الى الله وهم صحوة الامة منهم تنبعث الارادة القوية والعزيمة والتفاني والاخلاص وفيهم روح النقاوة والسماح واليهم ترسوا افئدتنا لانهم منهج الحق والبيان فهم الاثير الذي يعم الفضاء بنشوة الامل لحب الله وطاعته والتضحية في سبيلة , كل حركاتهم وسكناتهم وصمتهم له تفسير كلامهم نور وامرهم رشد وفعلهم صلاحٌ وسداد وعفة ورشاد ,الصرخي الحسني انموجاً حياً ,فالانسان بطبعه اجتماعي خُلق وفق ضوابط وشروط رسمها له الله تعالى واعطاه العقل ليميز به وقلباُ يشعر به ليتفاعل مع العقل ليميز الطيب من الفاسد والخير من الشر ,يتعامل مع الاخرين بصبغته الانسانية التي ارتسمت له ليعطي صورة لهذا الانسان ولون سمي بالاخلاق كضرورة وجوده في الحياة كان لابد من ان يتسم بكل ما هو بانٍ وجميل ،ليتجه بالإنسان فردا وجماعةً نحو حياة إنسانية رفيعة متكاملة.
اذا لابد لنا في هذا الوجود من مثل اعلى وانوار الهية نتطلع اليها وناخذ منها ابتداءا من الانبياء وانتهاءا بالاولياء الصالحين المخلصين لناخذ منهم ونتعلم ونتزود من فيوضات علومهم وافكارهم ونتخلق باخلاقهم لنكون محصنين مستعدين لتلقي الفيوضات الالهية , وهذا المثل الأعلى إنما يتجلى بالقادة الإلهيين وحجج الله سبحانه على العالمين : محمد و آله الطاهرين الذين يمثلون المثل الاعلى للمعصوم ، وجعل الله المجتهد الفقيه مرجع التقليد هو المثل في مستوى (المثل الأعلى غير المعصوم).في زمن الغيبة الكبرى هم الامناء على الدين والحافضين لاحكامه
المثل الأعلى أن يكون بدرجات عالية من الكمال والصفاء الروحي من أجل أن يكون مؤثراً وجذاباً في الإنسان المقتدي به ، ويمكن القول إن الأفضل والأنسب جعل المجتهد الفقيه مرجع التقليد هو المثل في هذا المستوى .
ففي كتاب المنهاج الواضح /كتاب الاجتهاد والتقليد /للسيد الصرخي الحسني يذكر في هذا المجال :
ومن هنا انتزعت فكرة ولاية الفقيه للحفاظ على المجتمعات والصفات الإنسانية والوصول بالناس إلى الكمالات والسعادة الدنيوية و الأخروية لأن الإنسان غالباً يجعل المجتهد الفقيه خاصة مرجع التقليد قدوةً وقائداً يقتدي به ويمتثل أوامره وهذا
ناتج من أمر الشارع المقدس وحثه على إتباع المجتهد والولي الفقيه و لإقتداء به وجعله إماماً وقائداً للجميع واشترط فيه أن يكون متصفاً بالكمالات الروحية والمعنوية والأخلاقية من مخالفة الهوى وإطاعة أمر المولى وغيرها،وهذا معناه أن مبدأي الاجتهاد والتقليد ومبدأ الولاية العامة هي من الأساليب والطرق التي سنَها الشارع المقدس لتربية النفس والرقي فيها نحو التكامل المعنوي والأخلاقي إضافةً إلى تكامل وتكافل المجتمع ورُقيه. ومما دل على هذا المثل والقدوة لغير المعصوم ما وردعن أمير المؤمنين (عليه السلام)قال لمحمد بن ابي بكر:}...وأصلح رعيتك وخض الغمرات إلى الحق ولا تخف في الله لومة لائم وأقم وجهك وانصح للمرء المسلم إذا استشارك واجعل نفسك أسوةً لقريب المسلمين وبعيدهم وأمر بالمعروف وانه عن المنكر
والخلاصة ان الصرخي الحسني يطبق منهج الامام علي عليه السلام الامام المعصوم والمثل الاعلى في قوله عليه السلام _(أأقنع من نفسي أن يُقال "هذا أمير المؤمنين" ولا أشاركهم في مكارة الدهر أو أكون أُسوة لهم في جُشوبة (أي خشونة) العيش ...الخ),ولعلنا نعرف بان الامم والمجتمعات السالفة قد ادبرت وتنكرت للحق وتطبيق مفاهيم الحق الالهي عز وجل ومن سار في ركب الحق لذلك نراها قد مرت باقسى التنكيل والبعد الفهمي لحقيقة الاسلام وتعاليمه التي غايتها ايصال الانسانية الى بر الامان والصلاح والاصلاح ليعم العدل ارجاء معمورتهم .فكان تطبيق هذا العمل على عاتق العلماء الناطقين السائرين نهجا ومنهجا على خُطى الانبياء والاولياء والسلف الصالح من اهل الحق لذا اخذ الصرخي الحسني على عاتقه ايصال الحقائق الى الناس وحثهم للسير نحو طريق الله طريق الحق طريق الوصال


    تعليقات بلوجر
    تعليقات فيس بوك

0 التعليقات:

إرسال تعليق