شمس المجد والخلود بين السيد الصدر والسيد الحسني



توارثت الاجيال هذه المعمورة وهي في غدو ورواح , بين آتٍ وذاهبٍ تاتي المجتمعات الى الدنيا وتذهب وان الله سبحانه لم يخلق الخلق عبثا بل هناك هدف سامٍ يريد وصولهم اليه , وتفاوتت البشرية بين من أتى وذهب الى حيث الاندثار والضياع والنسيان واللاشيء , وبين العظام الذين أتوا وصنعوا المجد وصنعوا الحياة الدائمية , الحياة المعطاء , الحياة السوية المثالية ,, العراق كان له نصيب كبير من الذين جاؤوا ليحيوا لا ليندثروا , ليشتهروا لا ليغيبوا ..
شمس مشرقة لاحت في سماء العراق وتبركت بتربته الطاهرة , وتعلمت منه كل شيء واعطته كل شيء , ذلك هو السيد محمد محمد صادق الصدر قدس سره الشريف , فهو شخصية متعددة الجوانب لمن يريد ان يدرسها ويحللها , فكان رحمه الله شخصية علمية خلوقة شجاعة كان معطاءا وفيا لبلده الطاهر , لكن أود الاشارة الى نقطة معينة ,
فالسيد الصدر في وقفته المشرفة , في نهضته المقدسة , في ثورته المباركة حين تحمل اعباء قيادة الامة قاد مسيرة الاصلاح المعاصرة بنفسه بعد ان هيأ وأعد مجموعة بشرية وابرزهم يتراوح بين ( 80 - 82 وهم أئمة الجمع ) ليشاركوا في نهج التغيير والاصلاح في المجتمع , وهذه الفئة بالذات بعضهم من نجح بالاختبار وصفت نفسه لفداء الدين والوطن وباعها رخيصة لذلك الغرض ونالوا الشهادة وصاروا بجوار رب كريم رحيم , ومنهم من انحرف عن المسيرة بعد رحيل الصدر المقدس واضل وضاع في غياهب الفتن , ومنهم من كان في انتظاره دورا ورسالة اكبر وأشق واشمل من رسالة السيد الاستاذ الصدر قدس سره وكما يقول الدكتور علي شريعتي ( رحمه الله ) : ( فالعيش في سبيل الله اصعب من الموت في سبيل الله ) , منهم من كان ستلقى على عاتقه مسؤولية ثقيلة ويمثل شريعة محمد وال محمد وسيكون النموذج الصحيح في تطبيق الاسلام وتعاليمه وبدقة ,, وهذا نجده جليا وواضحا في شخصية احبها وقربها وعول عليها كثيرا السيد الصدر , الا وهو السيد الصرخي الحسني دام ظله الشريف حيث كان المكمل للرسالة الاصلاحية والممثل الحقيقي للمرجعية الحقة , وورث الصدر علما واخلاقا وموقفا وشجاعة وثباتا وتواضعا ونهضة وكذا تشابها في التآمر عليهما , ويبقى الصدران والسيد الصرخي الحسني نبراسا يضيء طريق الاحرار , ومساندتهم للمحرومين والمستضعفين خير مثال للناهضين , فطوبى لك ياعراق برجالاتك التي سيكون نهاية مسيرتها هو تحريرك والسمو بك الى عالم الحرية والتقدم والمراتب العليا التي تفرض بها شموخك رغم كثرة الجراح والمناوئين , والسلام على رجال الصمود والثراء الفكري .


    تعليقات بلوجر
    تعليقات فيس بوك

0 التعليقات:

إرسال تعليق