يُولد المنطق الفرعوني ، عندما تُسحق القِيَم ، وتُسَطَّح المفاهيم ،
ويُوظَّف الدين ،ويتوارى العقل وراء النزوات والمصالح ، وتغلب ثقافة
"الأنا" ،ويُسَوَّق المكر والخداع ، ويُخلَط الباطل بالحق ، ويسود الجهل
، ويموت الوعي ، وتُميَّع الإرادة ، بل تموت ، وهنا تعيش الأمة مأساة الفرعونية ،
وقمعها واستخفافها ، فتُصادر الحريات وتُستباح المقدسات ، وتُنتَهك الأعراض
،وتُسفك الدماء ، وتُزهق الأرواح ، لأن المنهج الفرعوني قائم على الأنا والذات
،فهو يختزل كل شيء في أنانِيَّته ، ويستخف بالآخرين فيستعبدهم ،بعد أن أعلنوا
الطاعة (الغير مشروعة) له وسلموا تسليما ، ومن مظاهر هذا المنهج أيضا هو الإستعلاء
على الآخرين وتقييدهم بخطوط حمراء يُحرم عليهم تعدِّيها لكي يبقى هو محافظاً على
ما يريد الحفاظ عليه ويختزله ويحتكره ، ويكون هو سيد الساحة وملك الغابة ، نحن
اليوم تسود في بلادنا ومجتمعنا الفرعونية لكن بوجه آخر يتوارى وراء الدين
والعناوين الرنانة ، وبصورة أكثر تجبرا وفرعنة وقمعاً، لأن الفرعونية القديمة قبلت
أن تدخل في ساحة المنازلة العليمة مع خصمها النبي موسى "عليه السلام" ،
أما فرعونية اليوم فهي ترفض كل غَيْرِيَّة ، لأنها لا ترى إلا ذاتها ومصالحها ،
أطرَّت وجودها وكيانها بهالة من القداسة تجعلها مُتَرَفِّعَة عن كل شيء، وحالة
الفراغ من مقومات المواجهة العلمية والمواقف المبدئية تفرض عليها أن تكون في برج
عاجي تتقوقع فيه كي تنأى عن الحضور في محافل العلم والمبادئ ، ولذا نجدها تصُمُّ
أذنها عن صوت العلم وتغمض عَيَّنَها عن الإطلالة على حروفه ، ولا تتجرأ على الولوج
في ساحة النزال العلمي ، بل تبذل كل طاقتها وإمكاناتها لإطفاء نور العلم والقضاء
على مَن يحمل مشعله ، وتتفنن في ابتكار أساليب المكر والخداع والتضليل لوأد الحركة
العلمية في مهدها ، مستغلةً الجهل المطبق والانقياد الأعمى وثقافة "هذا ما
وجدنا عليه آبائنا عليه ..." التي تسيطر على ذهنية المجتمع ، ولأنها مشغوفة
في اختزال ما تريد اختزاله فقط شرَّعت خطوطا حمراء "ليزرية" لا يحق لأحد
عبورها أو يقترب منها ، ومن أهم تلك الخطوط هو خط "المرجعية "، الذي
اختزلته فيها ، ولا يخرج منها إلا إليها ، رغم انها تفتقر إلى مقوماتها وضوابطها ،
ومن هنا يتضح السر الكامن وراء تصفية المرجعيات العراقية التي طرحت مشروعا علميا
وطنيا إصلاحيا تضحويا ينتشل الناس من حضيض ما أوقعتهم فيه المنهجية الفرعونية ،وفي
طليعة تلك المرجعيات الرسالية التي تم قمعها هي مرجعية الشهدين الصدرين ، اللذين
نُخِرَ جسدهما بنبال المؤسسة الدينية التي شنت عليهما حربا لا هوادة لها وتعاضدت
مع الظالم من اجل القضاء عليهما ، تلك الحرب الشعواء والنهج القمعي تجلت مرة اخرى بأبشع صورة من اجل ذبح عبقري
القرن الحادي والعشرون وعملاق العلم وأستاذ المحققين وجبل المواقف الثابتة السيد
الصرخي الحسني
لقد شكل العِلمُ والهويةُ العراقية "ثنائيا" خطيرا يقضُّ مضاجع فرعونية اليوم وحملتها ،ويهدد مصالحها وأجنداتها ومَن يقف ورائها ، مما جعلها تعيش حالة استنفار دائم وإرباك شديد واضطراب مُستمر من هذا الثنائي ، لأنها وان امتلكت السطوة والمال والإعلام والارتباط إلا أنها تفتقر إلى سلاح العلم الذي ينفرد به ذلك الثنائي ، ولهذا تحرص على الإجهاض على المرجع العراقي والحيلولة دون طرح مرجعيته في الساحة لأن ذلك يعني انهيارها والكشف عن إفلاسها العلمي ، فمارست كل ألوان الخبث والدهاء والمكر والخداع ، وتبنَّت ازدواجية منقطعة النظير في فكرها وسلوكها كل ذلك من اجل ان تبقى متربعة على العرش وتصفية ثنائي العلم والهوية العراقية، فأباحت لنفسها ما حرمته على غيرها ، واستحسنت لنفسها ما استقبحته على غيرها ، فمثلا عندما تتبادل الزيارات بين المرجعية الغير عراقية وبين الحاكم الظالم وقادة المحتل وملحقاتهم تحسب منقبة وكرامة لتلك المرجعية وعندما يحصل هذا مع المرجع العراقي _ كما حصل مع الشهيد الصدر الثاني _ يحسب خيانة وعمالة في محاولة منها لتسقيطه والقضاء عليه ، رغم الفارق الكبير بين أسباب الزيارة ، ولقد أشار سماحة السيد الصرخي الحسني الى هذه الازدواجية ،والكيل بمكيالين ، جاء ذلك خلال المحاضرة الثانية عشرة التي ألقاها سماحته في باحة برانيه/ كربلاء المقدسة ولاطلاع على ما ذكره سماحته من خلال الرابط التالي :
لقد شكل العِلمُ والهويةُ العراقية "ثنائيا" خطيرا يقضُّ مضاجع فرعونية اليوم وحملتها ،ويهدد مصالحها وأجنداتها ومَن يقف ورائها ، مما جعلها تعيش حالة استنفار دائم وإرباك شديد واضطراب مُستمر من هذا الثنائي ، لأنها وان امتلكت السطوة والمال والإعلام والارتباط إلا أنها تفتقر إلى سلاح العلم الذي ينفرد به ذلك الثنائي ، ولهذا تحرص على الإجهاض على المرجع العراقي والحيلولة دون طرح مرجعيته في الساحة لأن ذلك يعني انهيارها والكشف عن إفلاسها العلمي ، فمارست كل ألوان الخبث والدهاء والمكر والخداع ، وتبنَّت ازدواجية منقطعة النظير في فكرها وسلوكها كل ذلك من اجل ان تبقى متربعة على العرش وتصفية ثنائي العلم والهوية العراقية، فأباحت لنفسها ما حرمته على غيرها ، واستحسنت لنفسها ما استقبحته على غيرها ، فمثلا عندما تتبادل الزيارات بين المرجعية الغير عراقية وبين الحاكم الظالم وقادة المحتل وملحقاتهم تحسب منقبة وكرامة لتلك المرجعية وعندما يحصل هذا مع المرجع العراقي _ كما حصل مع الشهيد الصدر الثاني _ يحسب خيانة وعمالة في محاولة منها لتسقيطه والقضاء عليه ، رغم الفارق الكبير بين أسباب الزيارة ، ولقد أشار سماحة السيد الصرخي الحسني الى هذه الازدواجية ،والكيل بمكيالين ، جاء ذلك خلال المحاضرة الثانية عشرة التي ألقاها سماحته في باحة برانيه/ كربلاء المقدسة ولاطلاع على ما ذكره سماحته من خلال الرابط التالي :
http://www.youtube.com/watch?v=JiSY2tmdbBI
0 التعليقات:
إرسال تعليق