كيف قَبِل السيدان السيستاني والخوئي في معجم الرجال رواية ناقصة عن إلوهية...





أكمل سماحة
المرجع الديني الأعلى آية الله العظمى السيد الصرخي الحسني (دام ظله)
محاضرته في العقائد والتاريخ الإسلامي، اليوم الخميس 25 جمادى الأولى
1435هـ - 27 آذار 2014 عن شخصية أبي الخطاب أحد أصحاب الإمام الصادق (عليه
السلام) المنحرفين والضالين، مؤكداً أن الكلام في أبي الخطاب والخطابية قد
كان إقحاما، لما تبناه السيد السيستاني في قضية المختار وقتله لقتلة الإمام
الحسين (عليه السلام) في الدليل الافتراضي الذي طرحه السيد الصرخي في سؤال
منهجي،
هل سيصمد الدليل الافتراضي لصالح المختار أو إن السيد السيستاني سيتنازل عنه؟


وطرح سماحته (دام ظله) بعض العناوين والتي من شأنها أن تكون أكثر ترسيخا وتأثيرا في المتلقي، وتحت عنوان (دجالهم الأكبر)
حيث أشار الى أن هذا العنوان يشمل الخطابية وكل المغالين الذين مرّوا خلال
العصور والدهور، الذين صاحبوا وآمنوا بأهل البيت وجدهم الأمين (عليهم
الصلاة والسلام)، وذكر سماحته (دام ظله) منزلة وقرب أبي الخطاب من الإمام
الصادق (عليه السلام) بقوله: "علينا أن نركز ما هو منصب
أبي الخطاب؟ ما هو قرب أبي الخطاب من الإمام؟ ما هي منزلة أبي الخطاب من
الإمام (سلام الله عليه) بعد هذا نقول انحرف أبو الخطاب أو ضلّ أبو الخطاب
" ذاكراً ما موجود في معجم رجال السيد الخوئي، الجزء الخامس عشر وفي رجال الكشي.


كما رفض السيد المرجع (دام ظله) بعض الدعوات التي يُتَقرَّب بها بعنوان النسبية أو الوكالة أو السفارة بقوله: "فعندما نتحدث عن شخص أو نقدح بشخص بالمباشر ونبين ميوله الشخصي، وضلالة الشخص بالمباشر لا نلتفت الى المنزلة التي كان فيها" وأضاف "لا
نتأثر بزيد من الناس أو بعمرو من الناس، ابن فلان أو طالب عند فلان أو كان
وكيلا عند فلان أو معتمد عند فلان، فعندما تنتفي عنوان الصحبة في التقييم
مقابل العمل فبالتأكيد ينتفي عنوان الوكالة أو المعتمدية أو السفارة أو ما
يرجع الى هذه المعاني
"


حيث أكد سماحته (دام ظله) على أنّ "أبا
الخطاب كان من أصحاب الإمام ومن خاصته ووكيله في العراق والكوفة وهو حلقة
الوصل بين الإمام في المدينه وأهل الكوفة لكنه قد نكص على عقبيه واستسلم
للشيطان والدنيا والهوى حتى انظم مع مطايا الشيطان وصار مثله كمثل الكلب
". وأضاف إن "أبا
الخطاب لا يقبل بالنصح ولا يقبل بالتهديد والوعيد فقد مُسخ من الهداية
وفطرة الإيمان الى الغواية والضلالة والشيطنة والجحود والكفر والارتداد
".


وفي ذات السياق عرّج السيد
الصرخي على معجزة نبوية وقرآنية حيث الخلط القريب المتجانس بين عدة علوم:
أخلاق، اجتماع، نفس، طب، وتشريح وعلى يد النبي الأمّي (صلى الله عليه وآله
وسلم) قبل أكثر من 1400 عام أشار القرآن الى أن من تمرد على فطرة الإيمان
والإنسان وصار من الغاوين المنقادين للعاطفة والشهوة الحيوانية فهو لا
يرتوي ولا يشبع لأنه ينتقل الى وسوسة الشيطان ولا يهدأ ولا يسكن أبدا بل
يبقى لاهثا حتى يقبر وتكون عاقبته سعيرا كمثل الكلب الذي يلهث على كل حال.


مشيرا الى ما أثبته علم الطب
والتشريح. حيث طرح سماحته (دام ظله) موضوعا فسلجيا في الإنسان والحيوان في
موضوع التوزان الحراري لإتمام الفعاليات الحيوية.


وقد أثبت سماحته (دام ظله) أن ما
طرح في موضوع الفسلجة الحيوانية والتوازن الحراري يسجل معجزة للنبي الأكرم
(صلى الله عليه وآله وسلم) فيما لو قارن المختصون بين الإنسان المتمرد
العاصي الضال المريض نفسيا وبين الكلب وما يحصل من لهثه وما يتعلق من هذه
العملية؟


وتساءل سماحته (دام ظله) بقوله: "لو
رجعنا قبل 1400 عاما وفي ذلك المجتمع الجاهلي،.. شخص كان عنده معلقات،
عنده الباع في الأدب والشعر والخطابة في ذلك الزمان وادعى هذا الشيء وحكى
به، وشخص آخر يعرف القراءة ولا يعرف الكتابة وادعى هذا الشيء، وشخص آخر لا
يعرف الكتابة والقراءة وادعى، من نصدق بأنه صاحب كرامة؟ لكن الذي نتيقن به
أكثر الأمي الذي لا يقرأ ولا يكتب؛ هذه القضية بديهية
".


وتابع سماحته (دام ظله) في عنوان (التدرج في الضلال والاضلال)
مُورِداً العديد من الروايات التي تذم أبا الخطاب وبعض أصحاب الائمة
(عليهم السلام) المنحرفين كابن الفرات مع الإمام الرضا (عليه السلام) ومحمد
بن البشير مع الإمام الكاظم (عليه السلام).


وفي عنوان (التشبه باليهود والنصارى)
ذكر سماحته (دام ظله) أن الكشي عنده كتاب أصل في الرجال وكَتب في رجال
السنة والشيعة والشيخ الطوسي حصل على هذا الأصل وأُمْليَ عليه الأصل فأخذ
منه
وانتخب الرواة الذين ينقلون عن الشيعة وما يرجع الى أهل البيت وما يرجع الى رأي أهل البيت (عليهم السلام) في كتاب (اختيار معرفة الرجال). وذكر السيد الصرخي الروايات التي حملت أسماء مختلفة ومتنوعة كالمغيرة بن سعير وغيرهم.


ورفض سماحته (دام ظله) رفضا
قاطعا ما يُلبّى هذه الأيام وما يردده أهل الطائفية والتطرف الديني من
العلماء والمراجع والاذاعات والفضائيات وإباحة الدماء على أساس هذه
التلبيات.


وعلى الصعيد ذاته استغرب سماحة
السيد المحقق (دام ظله) من إدراج رواية تحمل في مدلولها اتهام الإمام
الصادق (عليه السلام) بالإلوهية في قوله تعالى (يا أيّها الرسل كُلوا من الطيبات واعملوا صالحا إنّي بما تعملون عليم)، متسائلا : "أين الآلهة؟ لا يوجد آلهة، يوجد رسل، كيف استشهد بها؟ كيف سُجِّلتْ في المعجم؟ وكيف قَبَلَها السيد السيستاني والسيد الخوئي؟"


وفي إشارة له بالرجوع الى كتب التفسير "فإني لم
أجد أي مناسبة للاستشهاد بهذه الآية، وعندما رجعت الى كتب التفسير لم اجد أ
مناسبة يمكن، – ربما يوجد بعض التفسيرات لا نعلم لكن اضطررنا للرجوع –
يمكن من خلالها الاستشهاد والاستدلال بالآية على الإمامية، فما هو الحل
وأين الخلل أو ما هو التفسير المناسب لذلك
؟" وقد ردّ سماحته (دام
ظله) الاشكال على ذلك من خلال الرجوع الى كتب الروايات ووجد أن السيد
الخوئي - كحكم أولي – سقط جزء من الرواية نتيجة النسخ والطباعة، وأورد
سماحته (دام ظله) الرواية الأصلية في البحار الجزء الأول في باب (الائمة بمن يشبهون ممن مضى كراهية القول فيهم بالنبوة) ووجدها أيضا في الكافي في الجزء الأول وكذلك في شرح أصول الكافي للمازندراني الجزء السادس والرواية هي (عن
محمد بن يحيى ... عن سدير قال : قلت لأبي عبد الله (عليه السلام) : إن قوم
يزعمون أنكم آلهة يتلون بذلك علينا قرآنا (وهو في السماء إله وفي الأرض
إله) فقال (عليه السلام): يا سدير سمعي وبصري وبشري ولحمي .... الخ الرواية
)


وتابع سماحته (دام ظله) بذكر
وصايا أهل البيت (عليهم السلام) في التعامل مع المذاهب الأخرى وكيف يوصُون
أن نكون قدوة حسنة والمؤتمن مع أهل السنة وكيف هي توجيهات أهل البيت (عليهم
السلام) مع المغالين بقوله: "ماذا فعلنا ماذا جنينا
حاربنا هؤلاء من أوصانا الإمام أن نتوادد معهم ونتحاب معهم، في إشارة من
سماحته الى التواصل والتوادد مع المذاهب الأخرى غير مذهب التشيع، وواددنا
ووالينا الكفرة من انتحل الكفر والالحاد
" قاصداً بذلك الشيعة الغلاة ممن يحسبون على التشيع.




وتكلم سماحته (دام ظله) عن العباسيين أنهم خرجوا باسم أهل البيت والانتصار لهم وقد نكلوا بالأمويين وقتلوهم أشد تقتيل وتنكيل، وطرح


سماحته (دام ظله) تساؤلا استنكاريا "إذا
كان الفعل والقتل والتقتيل والتنكيل يفرح الإمام فبالأولى إن عمل
العباسيين يُفرح الامام، إذا كان فعل المختار بما هو جريمة وقتل وتقتيل
وتنكيل وحرق وتمثيل فالعباسيين فعلوا أكثر مما فعله المختار بالأمويين
بأعداء أهل البيت (سلام الله عليهم) فهل سيفرح الإمام (سلام الله عليه) أو
لا يفرح الإمام؟!
"



ولفت سماحته (دام ظله) الى الاستعمال غير الصحيح في موارد التقية بقوله: "ليس
كل ما يراد أن يبرر من أعمال ويتخذ من مواقف يتكئ به على التقية وليس كل
ما يراد أن ترفض رواية يقول تقية أو احتمال تقية في المقام
"



وأبدى (دام ظله)





استغرابه من مدّعيّ المرجعية المدافعين عن السب ومشروعيته الذي هو خلاف منهج أهل البيت (عليهم السلام) وقال: "إنهم
يريدون التأسيس للإخبارية والإطاحة بالأصوليين وإن هذه الجهة قد فشلت في
الشارع، وهي تحاول أن تسيطر على الفضائيات والإعلام وشراءها
" لافتا
الى إن هذه الجهة تتوقع أنها إذا ما سيطرت على الفضائيات تستطيع السيطرة
على المجتمع الشيعي وحرفه، مشيرا الى أن الفضائيات يمكن معرفتها من لحن
القول، مضيفا، إنه "يوجد شخص جاهل مغرور تعلم شيئا وصار يقدح بالرجال وبرواة الحديث لم يُبقِ لا الكشي ولا الشيخ الطوسي ولا غيرهم من علماء".



واستدرك (دام ظله) ان " الجاهل لا يعرف ان يفرّق بين كتب الرجال وكتب الروايات " واضاف "هناك جاهل يقول ان كتاب رجال الكشي كتاب روايات وليس كتاب رجال"


كما وحذر (دام ظله) علماء الشيعة والرموز الدينية من السكوت على هؤلاء المغرضين قائلا: " اي
سياسة واي حزب واي تكتل واي حكومة واي برايمر واي دستور واي قانون واي
انتخابات ؟ المَعاوِل تشتغل على مذهب اهل البيت ! المَعاوِل تهدم مذهب اهل
البيت
"


وتطرق (دام ظله) الى شخصية ابراهيم بن شكله احد العباسيين الذي قتل ابن فرات احد اصحاب الامام الرضا (عليه السلام) المنحرفين .

وتأتي هذه المحاضرة العاشرة
لسماحة المرجع الديني الاعلى السيد الصرخي الحسني (دام ظله) ضمن التحليل
الموضوعي في العقائد والتاريخ الاسلامي في برانيه بكربلاء المقدسة والتي
شهدت حضورا واسعا للجماهير العراقية من مختلف المحافظات ومختلف الشرائح
الاجتماعية والفئات العمرية للاستماع والانتهال من غزارة علم وفكر هذه
المرجعية العلمية ./انتهى.



    تعليقات بلوجر
    تعليقات فيس بوك

0 التعليقات:

إرسال تعليق