الماسونية العالمية والدور الخبيث في صناعة سفلة الشيعة والسنة


أي أمة من الأمم على مر التاريخ وفي أي زمان أو مكان كانت فإنها تمر بفترات وظروف في بعض الاحيان تكون عصيبة جدا وبهذه الظروف فان الاخطار تبدأ تداهم تلك الأمة ، لأنه وبوجود إبليس اللعين الذي اقسم ووعد ان لا يدع بني البشر يعيشون بسلام ابدا ما دام موجود إلا المؤمنين المخلصين الذين لا سلطان له عليهم ، فبوجود إبليس فانه بالتأكيد يوجد اتباع له وشياطين من الانس يعملون لصالحه ومن أجل مصالحهم الدنيوية الحقيرة الدنيئة ، فإن تهيأ ظرف ما أو حدث حادث ما فان هؤلاء الانتهازيين سوف يستغلون هذا الظرف وهذا الحادث أيما استغلال ويوظفونه لصالحهم وبما يحقق لهم المكاسب الدنيوية ، وبالمقابل نرى معاناة المصلحين وجهادهم في محاولة صد هؤلاء وردعهم وكشف زيفهم ودجلهم للناس وللبسطاء ،
وعصرنا الحالي انما هو حلقة من ضمن حلقات التاريخ ويمر علينا ما مر على الامم السالفة من قبلنا ، وقد رأينا كيف ان السفلة والانتهازيين الذين نسبوا انفسهم لأقدس رسالة ولصاحبها المبعوث رحمة للعالمين صلوات ربي عليه وعلى اله الطاهرين نسبوا انفسهم للرسالة وصاحبها كذبا وزورا فهم بعيدون كل البعد عن اخلاق صاحب الخلق العظيم صلوات الله عليه واله ، وهؤلاء بالتأكيد تقف وراءهم دول ومنظمات وأجهزة مخابرات عالمية تريد الاطاحة بالإسلام ورموزه وقد هيأت الكثير من المنحرفين لتحقيق هذه الاغراض والغايات الخبيثة وكلما افتضح جزء من مخططها الشيطاني الماسوني القبيح فإنها تطرح البديل لهذا الجزء المفضوح مع كثير من المكر والخداع والتغرير وللأسف الشديد نرى ان ابناء الاسلام ينخدعون ويغرر بهم ويجرون الى الدعاوى الباطلة باسم الاسلام وباسم المذهب الحق بأساليب وخدع شيطانية التي طالما حاول المصلحون والعلماء المخلصون كشف زيفها وبطلانها امام الناس ، كما يفعل سماحة المرجع المحقق السيد الصرخي الحسني ( حفظه الله ) اليوم من فضح هذه الدعاوى الباطلة وتعريتها أمام الناس ويتحداهم بشتى الاساليب حتى تحداهم بان يستخدموا السحر الذي اتوا به من اسرائيل واليهود او تعلموه من السيخ والهند ليكشفوا ما في الظرف الذي يحمله سماحته والذي فيه ما يخص دعواهم الباطلة ،
وهؤلاء السفلة الانتهازيين جميعا سواء ادعوا مقام مرجعية او سفارة او نيابة او عصمة يجمعهم شيء مشترك فيما بينهم وهو الجهل والطعن بالثوابت والمبادئ الاسلامية والخروج عن الاخلاق الفاضلة الحميد حتى يصل الحال ببعض المدعين بان يطعن بشرف وعرض النبي صلوات الله عليه ويسب ويشتم ، من أجل ان يجمع حوله بعض عديمي الاخلاق وسفلة الناس من اجل المصالح الدنيوية وجمع وأكل اموال الناس بالباطل فيؤسس لذلك الفضائيات والمواقع ويطلب بعد ذلك جمع التبرعات والأموال بحجة تمويل تلك القنوات الاعلامية التي يدعون انها تدافع عن مذهب اهل البيت عليهم السلام ، وفي المقابل نجد ان الماسونية العالمية مثلما هيأت وأسست وزرعت في مذهب اهل البيت مدعين ومدلسين وأهل نفاق وفتنة فإنها قد فعلت نفس ذلك وبأضعاف مضاعفة عند الطرف الاخر فأوجدت مذهبا تكفيريا وهابيا قبيحا ينصب العداء لأهل البيت ولأتباعهم ويصدر الفتاوى تلو الفتاوى التي تبيح الدماء والأعراض والأرواح ويتذرعون ويتحججون بما يفعله سفلة الشيعة وما ينتهجوه من اسلوب الطعن بمقدسات اهل السنة والطعن بعرض النبي صلوات الله عليه والطعن بشرف زوجات النبي عليه الصلاة والسلام ، والى هذا اشار سماحة المحقق الكبير السيد الصرخي الحسني دام ظله الشريف في محاضراته الاسبوعية التي يلقيها في برانيه الشريف بكربلاء المقدسة وسأنقل لكم مقاطع من كلامه في محاضرته الرابعة عشرة ضمن سلسلة محاضرات التحليل الموضوعي في العقائد والتاريخ الاسلامي حيث يقول سماحته ، ( ان بعض الجهال ضعيفي النفوس الانتهازيين وناقصي العقل من السنة والشيعة ائمة الضلالة الهمج الرعاع الذين لم يخل منهم المجتمع منذ بدايته ، ان هؤلاء جنود ابليس واشباه الرجال يستغلون اي حالة ضعف او خلاف في المجتمع بل هم يخترعون الخلافات وتعميقها والترويج لها من خلال العزف على وتر القومية او المذهبية او الطائفية والقبلية والمناطقية وحسب ما تتهيأ الظروف فكثر هؤلاء في هذا الزمان وصار خطرهم اكبر ، وذكر سماحته ثلاثة اسباب رئيسية لتعاظم خطر هؤلاء
- تطور وسائل الاعلام والطباعة والنشر.
- تطور وسائل النقل وسهولة الانتقال مع سعة البلدان
.
- سهولة اتصال اجهزة مخابرات تلك الدول بهؤلاء وتقديم الدعم المالي والمعنوي.
وفي ذات السياق اشار السيد الصرخي الى المؤامرة العالمية الماسونية للطعن والإطاحة بالإسلام وكل ديانة توحيدية تدعو الى الاخلاق مع توفر اجهزة التسجيل والتصوير الحديثة بالإضافة الى تحرر العديد من الاشخاص من قبضة وقيود المؤسسات الدينية الفرعونية القيصرية الكنيسية التسلطية حيث قال دام ظله
:" فان قبائح ومفاسد المؤسسات الدينية ورموزها لم تبق مخفية وسرية بل انكشفت وظهرت وانتشرت وفاحت رائحتها النتنة مما جعل الكثير من الفتيان والشباب حتى الكبار ينفرون عن الدين ومؤسساته ورموزه فصاروا يبحثون عن البديل الصالح المصلح والقدوة الحسنة الذي يطابق قوله فعله ويعيش مع الناس ويبحث عن مصالح الناس لا الذي يبحث عن راحته وهندامه وسمعته وواجهته" مضيفا
"إن أصحاب الدعاوى المهدوية الباطلة كبرت فرصتهم استغلوا هذه الحيثية لطرح انفسهم بديلا عن الفاسدين المنحرفين .


    تعليقات بلوجر
    تعليقات فيس بوك

20 التعليقات:

  1. لابد ان نقوم نحن كعراقيين ومسلمين بنصرة هذا المحقق الكبير

    ردحذف
  2. ان مرجعية السيد الصرخي الحسني دام ظله هي الامتداد الطبيعي للخط الرسالي المحمدي الاصيل ولولا هذه المرجعية الرسالية لنطمرت وندثرت الهوية الاسلامية بفضل المداهنين والمنتفعين من الغرب والشرق وهذا الامر ليس ولادة اليوم بل التاريخ يعيد نفسة اللهم احفظ المرجع الديني الاعلى السيد الصرخي الحسني دام ظله
    10 دقيقة · أعجبني ·

    ردحذف
  3. ان مرجعية السيد الصرخي الحسني دام ظله هي الامتداد الطبيعي للخط الرسالي المحمدي الاصيل ولولا هذه المرجعية الرسالية لنطمرت وندثرت الهوية الاسلامية بفضل المداهنين والمنتفعين من الغرب والشرق وهذا الامر ليس ولادة اليوم بل التاريخ يعيد نفسة اللهم احفظ المرجع الديني الاعلى السيد الصرخي الحسني دام ظله
    19 دقيقة · أعجبني

    ردحذف
  4. مادام الهدف تمزيق وحدة المسلمين وطمس الهويه الاسلاميه وتشويه الاسلام .فان الاساليب تختلف من اجل تحقيق تلك الغاية ومن اجل الوصول الى المخطط الماسوني الرهيب لذلك تصنع اجندات داخليه تنسلخ من المجتمع وتتبنى حركة مذهبية ظاهرها اسلامي وجوهرها مخالف للدين وتعاليم الاسلام ...

    ردحذف
  5. قد فصح المحقق الكبير السيد الصرخي الحسني زيف الدجالين المنحرفين مدعيه العصمهابن كاطع وامثاله

    ردحذف
  6. إن الشيعة حاولوا خداع الناس بأنهم موالون لأهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم، وأنهم أقرب الناس إلى الصحة والصواب من بين طوائف المسلمين، وأفضلهم وأهداهم لتمسكهم بأقارب النبي صلى الله عليه وسلم وذويه، وإن المتمسكين بأقوالهم، والعاملين بهديهم، والسالكين مسلكهم، والمتتبعين آثارهم وتعاليمهم هم وحدهم لا غيرهم.
    ولقد فصلنا القول فيما قبل أن القوم لا يقصدون من أهل البيت أهل بيت النبوة، وأنهم لا يوالونهم ولا يحبونهم، بل يريدون ويقصدون من وراء ذلك علياً رضي الله عنه وأولاده المخصوصين المعدودين.
    ونريد أن نثبت في هذا الباب أن الشيعة لا يقصدون في قولهم إطاعة أهل البيت واتباعهم لا أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم ولا أهل بيت علي رضي الله عنه فإنهم لا يهتدون بهديهم. ولا يقتدون برأيهم، ولا ينهجون منهجهم، ولا يسلكون مسلكهم، ولا يتبعون أقوالهم وآراءهم، ولا يطيعونهم في أوامرهم وتعليماتهم بل عكس ذلك, يعارضونهم ويخالفونهم مجاهرين معلنين قولاً وعملاً، ويخالفون آراءهم وصنيعهم مخالفة صريحة. وخاصة في خلفاء النبي الراشدين، وأزواجه الطاهرات المطهرات، وأصحابه البررة، حملة هذا الدين ومبلغين رسالته إلى الآفاق والنفس، وناشرين دين الله، ورافعين راية الله، ومعلنين كلمته، ومجاهدين في سبيله حق جهاده، ومقدمين مضحين كل غال وثمين في رضاه، راجين رحمته، خائفين عذابه، قوامين بالليل، صوامين بالنهار الذين ذكرهم الله عز وجل في كتابه المحكم: لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ [فصلت:42].
    ذكرهم فيه جل وعلا: تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ [السجدة:16]. وقال تبارك وتعالى: الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىَ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ [آل عمران:191].
    وقال وهو أصدق القائلين حيث يصف أصحاب رسوله المصطفى صلى الله عليه وسلم: مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا [الفتح:29].
    وقال سبحانه، ما أعظم شأنه، في شركاء غزوة تبوك: لَقَد تَّابَ الله عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ مِن بَعْدِ مَا كَادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِّنْهُمْ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ إِنَّهُ بِهِمْ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ [التوبة:117].
    كما قال في الذين شاركوه في غزوة الحديبية: لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا وَمَغَانِمَ كَثِيرَةً يَأْخُذُونَهَا وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا [الفتح: 18 - 19].

    ردحذف
  7. الفصل الرابع عشر: موقف الشيعة من الصحابة
    ... وأما الشيعة الذين يزعمون أنهم أتباع أهل البيت والمحبون الموالون لهم، فإنهم يرون رأيا ... محترقين على جهادهم المستمر، ومنتقمين على فتوحاتهم الجبارة الكثيرة التي أرغمت أنوف أسلافهم، وكسرت شوكة ماضيهم ومزقت جموع أحزابهم، ودمرت ديارهم وأوكار كفرهم، الصحابة الذين أذلوا الشرك والمشركين، وهدموا الأوثان والأصنام التي كانوا يعبدونها ويعتكفون عليها، أزالوا ملكهم وسلطانهم، وخربوا قصورهم وحصونهم ومنازلهم، وأنزلوا فيها الفناء، وأعلوا عليها راية التوحيد وعلم الإسلام شامخاً مترفرفاً، فاجتمع أبناء المجوس واليهود، وأبناء البائدين الهالكين الذين أرادوا سد هذا النور النير، والوقوف في سبيل وطريق هذا السيل العرم، اجتمعوا ناقمين، حاقدين، حاسدين، محترقين، واقتنعوا بقناع الحب لآل البيت - وآل البيت منهم براء - وسلّوا سيوف أقلامهم وألسنتهم ضد أولئك المجاهدين المحسنين، رفاق رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه المشغوفين بحبه، والمفعمين بولائه، والمميتين في إطاعته واتباعه، والراهنين كل ثمين ونفيس في سبيله، والمضحين بأدنى إشاراته الآباء والأولاد والمهج، المقتفين آثاره، المتتبعين خطواته، السالكين منهجه، الغر الميامين رضوان الله عليهم أجمعين.
    فقال قائلهم: إن الناس كلهم ارتدوا بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم غير أربعة".كتاب (سليم بن قيس العامرى) (ص 92) ط دار الفنون بيروت). (والغريب أن أبناء اليهودية الأثيمة يطيعون مثل هذه الكتب الخبيثة المليئة من العيب والشتم لأهل خير القرون وخير الأمة، ثم يتضوغون عن الكتب التي كتبت رداً عليهم مثل كتاب (الشيعة والسنة) للمؤلف لتبيين مذهبهم، وإظهار ما يكنونه في صدورهم تجاه الأمة المرحومة ومحسنيها، ويقولون: إنه لا ينبغي كتابة مثل هذه الكتب وطبعها ونشرها في زمان، المسلمون أحوج ما يكون إلى الاتحاد والاتفاق، ونحن لا ندري أي اتحاد ووفاق يريدون؟ نحن لا نسب القوم ولا نشتم قادتهم، بل كل ما نعمل نبدي للرأي العام ما عمله القوم الأمس وما يعملونه اليوم. فمن أي شيء يخافون؟
    ثم ولم نفهم من بعض من يسمي نفسه متنوراً، واسع الأفق، فسيح القلب، وسيع الظرف، محباً للتقريب والوفاق من أهل السنة، البلهاء أو المغترين، لا نفهم منهم حينما يعترضون علينا بأننا لم نقم بإحقاق الحق وإبطال الباطل؟ ولم ندافع عن أولئك القوم الذين لو ما كانوا كنا عباد البقر أو النجوم أو اللات والمناة والعزى والثالث، أو الحجر والشجر، ولو ما رفعوا راية الإسلام، وحملوا لواء التوحيد ما عرفنا ربنا عز وجل ونبينا وقائدنا محمداً صلوات الله وسلامه عليه، وما علمنا ماذا أنزله الرحمن على عبده وحبيبه، وما تركه المصطفى من سنته وحكمته، وما عرفنا القرآن الذي أنزله نوراً وهدى ورحمة للعالمين.
    نعم: يقلق مضاجع هؤلاء المتنورين هذا، ولا يفجعون عن كتاب (سليم بن قيس العامري) الذي قال فيه جعفرهم – نعم جعفرهم، لا الجعفر الصادق الذي نعرفه ونعلمه – قال: من لم يكن عنده من شيعتنا ومحبينا كتاب (سليم بن قيس العامري) فليس عنده من أمرنا شيء, وهو سر من أسرار محمد صلى الله عليه وسلم،- الكتاب الذي لم نجد صفحة من صفحاته، ولا ورقة من أوراقه إلا وهي مليئة بأقذر الشتائم وأخبث السباب، وكتاب سليم ومثله كتب للقوم لا تعد ولا تحصى، فإنا لله وإنا إليه راجعون، فنقول لهؤلاء القوم عديمي الغيرة، وفاقدي الحمية: فليهنأ لكم التنور، وليهنأ لكم التوسع، فأما نحن فلن ولن نتحمل هذا، ولن ولن نسكت عن ذلك إن شاء الله ما دامت العروق يجري فيها الدم، وما دام الروح في الجسد واللسان يتكلم). هذا ومثل هذا كثير.

    ردحذف
  8. السبئية هم أتباع عبد الله بن سبأ اليهودي. قيل: إنه من الحيرة (1) بالعراق، وقيل: –وهو الراجح- إنه من أهل اليمن من صنعاء (2)، وقيل أصله رومي (3). أظهر الإسلام في زمن عثمان خديعة ومكراً، وكان من أشد المحرضين على الخليفة عثمان رضي الله عنه حتى وقعت الفتنة.
    وهو أول من أسس التشيع على الغلو في أهل البيت، ونشط في التنقل من بلد إلى بلد؛ الحجاز والبصرة والكوفة، ثم إلى الشام، ثم إلى مصر وبها استقر، ووجد آذاناً صاغية لبثّ سمومه ضد الخليفة عثمان والغلو في علي، وهذا النشاط منه في نشر أفكاره مما يدعو إلى الجزم بأن اليهود يموِّلونه، إذ كلما طرد من بلد انتقل إلى آخر بكل نشاط، ولاشك أنه يحتاج في تنقله هو وأتباعه إلى من يموِّلهم وينشر آراءهم، ومن يتولى ذلك غير اليهود الذين آزروه في إتمام خطته ليجنوا ثمارها بعد ذلك الفرقة وتجهيل المسلمين والتلاعب بأفكارهم.
    وقد بدأ ينشر آراءه متظاهراً بالغيرة على الإسلام، ومطالباً بإسقاط الخليفة إثر إسلامه المزعوم. ثم دعا إلى التشيع لأهل البيت وإلى إثبات الوصاية لعلي إذ إنه –كما زعم- ما من نبي إلا وله وصي، ثم زعم بعد ذلك أن علياً هو خير الأوصياء بحكم أنه وصي خير الأنبياء. ثم دعا إلى القول بالرجعة (4) ثم إلى القول بألوهية علي، وأنه لم يقتل بل صعد إلى السماء، وأن المقتول إنما هو شيطان تصور في صورة علي، وأن الرعد صوت عليّ، والبرق سوطه أو تبسمه، إلى غير ذلك من أباطيله الكثيرة. وفيما أرى أنه قد بيّت النية لمثل هذه الدعاوى، ولهذا لم يفاجئه موت علي بل قال وبكل اطمئنان وثبات لمن نعاه إليه: (والله لو جئتمونا بدماغه في صرة لم نصدق بموته، ولا يموت حتى ينزل من السماء ويملك الأرض بحذافيرها) (5).
    وهذه الرجعة التي زعمها لعلي كان قد زعمها لمحمد صلى الله عليه وسلم، وكان يقول: (إنه ليعجب ممن يزعم أن عيسى يرجع، ويكذب بأن محمداً يرجع). واستدل بقوله تعالى: إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ [القصص:85].
    وقد كذب عدو الله وأخطأ فهم الآية أو تعمد ذلك في أن المعاد هنا هو رجوع النبي صلى الله عليه وسلم إلى الدنيا قبل يوم القيامة، فلم يقل بهذا أحد من المفسرين، وإنما فسروا المعاد بأنه: الموت.
    أو الجنة.
    أو أنه رجوع النبي صلى الله عليه وسلم إلى ربه يوم القيامة. أو رجوعه إلى مكة (6).
    وهي أقوال لكل واحد منها حظ من النظر بخلاف قول ابن سبأ، فإنه قول يهودي حاقد كاذب على الله دون مبالاة. وقد تبرأ جميع أهل البيت من هذا اليهودي، ويذكر أن بعض الشيعة قد تبرأ منه أيضاً (7).

    ردحذف
  9. إن أطماع اليهود في البيئة التي حملت لواء الإسلام والقيام بالدعوة إليه قديمة جداً، فبعد أن نزح اليهود إلى الجزيرة العربية نقلوا معهم من الأساطير التي شاعت بينهم إبان الأسر البابلي العقائد الكثيرة والأطماع العديدة، وكان من بين هذه الأساطير اليهودية عقيدة التناسخ التي أصبحت مصدراً رئيسياً عند الإمامية عندما قالوا بعقيدة "الرجعة" التي اعتنقوها كتعبير عن مشاعر الانتقام والحقد الذي انطوت عليه نفوس بعض الذين زعموا ظلم آل البيت من أعدائهم، وقد ساعد العمل السري والتحريف العقائدي الذي دعا إليه عبد الله بن سبأ في إشاعة جو من الاضطراب السياسي والعقدي في الأمصار الإسلامية كنوع من الحرب النفسية وتعميق مشاعر الإحباط والهزيمة في كيان الأمة الإسلامية.
    والجدير ذكره أن اليهود وجدوا منذ عصر الفتنة التي أعقبت مقتل عثمان مسرحاً لنقل الفكر الباطني إلى الساحة الإسلامية، وكان ذلك بسبب سماحة الفكر الإسلامي الذي تقبل كل العناصر التي تظاهرت بالإسلام، حتى شاعت في وقت مبكر الأفكار اليهودية التي تدور حول جملة من العقائد تناقض عقيدة الإسلام والتي كان من أهمها عقائد: "الإمامة" و"الوصية" و"الرجعة" و"الغيبة" و"العصمة"، إلى غير ذلك من العقائد الوضعية، والقول بالظاهر والباطن في تناول النصوص.
    وقد أوضح الشهرستاني هذه العلاقة وذكر أن الإمامية عرفوا التناسخ والرجعة عند اليهود، وقد بنيت فكرة تأليه الأئمة في القول بالعصمة على المعتقد الذي استهدف تقديس علي رضي الله عنه بتأثير من عقيدتي الرجعة والغيبة التي تصورهما أسطورة القول بالتناسخ اليهودية والتي تفرعت في اتجاهات ثلاثة: الأول: القول بالإمام المعصوم.
    والثاني: القول بعقيدة خاتم الأوصياء.
    والثالث: القول بعقيدة القداسة الإلهية لعلي رضي الله عنه.
    وهذه العقائد الثلاث اعتبرت علماً خاصاً يطلق عليه "العلم السري" الذي يعبر عن عقيدة الرجعة عند الإمامية، كنوع من الاعتقاد الخاص الذي لم يشرعه الإسلام، ولم يقل به أحد من المسلمين حتى من تفلسف منهم وتأثرت مقالاته بالأفكار والمبادئ ذات النزعة التجسيمية أو التعطيلية.
    ولما كان التراث الفارسي في مجال العقيدة الدينية القديمة قبل ظهور الإسلام يقوم هو الآخر على فكر التناسخ، فإن العمل الباطني وجد المجال مهيئاً أمام العناصر التي اندست في المحيط الإسلامي، وكان أن تشكلت مقومات المذهب الإمامي بحيث يبدأ التناقض مع الإسلام بصدام يعتمد على المقولات العقدية ضد الخطاب العربي عند الأمة العربية باعتبارها منذ ظهور الإسلام العقل الصحيح والترجمان الصريح والأداة الراشدة للتعبير عن دين الإسلام؛ فمثلاً في ظل عقيدة الرجعة تعتقد الإمامية: أن أول عمل للغائب أن يبدأ بقتل العرب. فقد جاء في كتاب (الإرشاد) للشيخ المفيد (1)، و (أعلام الورى) للطبرسي (2)، وكتاب (الغيبة) للنعماني (3) فيما نسبت وادعت روايات الإمامية إلى أبي جعفر أنه قال: (لو يعلم الناس ما يصنع القائم إذا خرج لأحب أكثرهم ألا يروه مما يقتل من الناس، أما أنه لا يبدأ إلا بقريش فلا يبدؤها إلا بالسيف ولا يعطيها إلا السيف حتى يقول كثير من الناس: هذا ليس من آل محمد، لو كان من آل محمد لرحم).

    ردحذف
  10. وأما الشيعة الذين يتزعمون حب أهل البيت وولاءهم، وينسبون مذهبهم إليهم، ويدّعون اتباعهم واقتداءهم، فإنهم عكس ذلك تماماً، يخالفون الصديق والفاروق وذا النورين ويبغضونهم أشد البغض، ويعاندونهم، ويسبونهم، ويشتمونهم، بل ويفسقونهم ويكفرونهم، ويعدون هذه السباب والشتيمة واللعان من أقرب القربات إلى الله، ومن أعظم الثواب والأجر لديه، فلا يخلو كتاب من كتبهم ولا رسالة من رسائلهم إلا وهي مليئة من الشتائم والمطاعن في أخلص المخلصين لرسول الله فداه أبواي وروحي، وأحسن الناس طراً، وأتقاهم لله، وأحبهم إليه، حملة شريعته، ومبلغي ناموسه ورسالته، ونوّاب نبيه المختار وتلامذته الأبرار، وهداة أمته الأخيار، عليهم رضوان الله الستار الغفار جلّ جلاله وعمّ نواله.
    "عن أبي حمزة الثمالي - وهو يكذب على زين العابدين - قال - من لعن الجبت (أي الصديق) والطاغوت (أي الفاروق) لعنة واحدة كتب الله له سبعين ألف ألف حسنة، ومحى عنه ألف ألف سيئة، ورفع له سبعين ألف ألف درجة، ومن أمسى يلعنهما لعنة واحدة كتب له مثل ذلك، قال مولانا علي بن الحسين: فدخلت على مولانا أبي جعفر محمد الباقر، فقلت: يا مولاي حديث سمعته من أبيك؟ قال: هات يا ثمالي، فأعدت عليه الحديث قال: نعم يا ثمالي! أتحب أن أزيدك؟ فقلت: بلى يا مولاي، فقال: من لعنهما لعنة واحدة في كل غداة لم يكتب عليه ذنب في ذلك اليوم حتى يمسي، ومن أمسى لعنهما لعنة واحدة لم يكتب عليه ذنب في ليلة حتى يصبح، قال: فمضى أبو جعفر، فدخلت على مولانا الصادق، فقلت: حديث سمعته من أبيك وجدك؟ فقال: هات يا أبا حمزة! فأعدت عليه الحديث، فقال حقاً يا أبا حمزة، ثم قال عليه السلام: ويرفع ألف ألف درجة، ثم قال: إن الله واسع كريم" (أجمع الفضائح) للملا كاظم، و (ضياء الصالحين) (ص513). ثم وهم يؤمرون على أن يعملوا بذلك: "ونحن معاشر بني هاشم نأمر كبارنا وصغارنا بسبهما والبراءة منهما" (رجال الكشي) (ص180).
    فلا يوجد شتيمة إلا وهم يطلقونها على هؤلاء الأخيار البررة.
    فها هو عياشيهم يكتب في تفسيره في سورة البراءة عن أبي حمزة الثمالي أنه قال: قلت (للإمام): ومن أعداء الله؟ قال: الأوثان الأربعة، قال: قلت: من هم؟ قال: أبو الفصيل, ورمع, ونعثل, ومعاوية، ومن دان بدينهم، فمن عادى هؤلاء فقد عادى أعداء الله" (تفسير العياشي) (2/ 116) أيضاً (بحار الأنوار) للمجلسي (7/ 37).

    ردحذف
  11. ومما سوّد به الاثنا عشرية كتبهم من مواقف عدائية تجاه أئمة السنة الأربعة وغيرهم: ما أخرجه الكليني بسنده إلى أبي جعفر الباقر أنه قال -وهو مستقبل الكعبة-: (إنما أُمر الناس أن يأتوا هذه الأحجار فيطوفوا بها ثم يأتونا فيعلمونا ولايتهم لنا، وهو قول الله: وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى [طه:82]- ثم أومأ بيده إلى صدره- إلى ولايتنا. ثم قال: يا سدير (1)! فأُريك الصّادين عن دين الله؟ ثمّ نظر إلى أبي حنيفة وسفيان الثوريّ في ذلك الزمان وهم حِلَقٌ في المسجد، فقال: هؤلاء الصادّون عن دين الله بلا هدى من الله ولا كتابٍ مبين. إن هؤلاء الأخابث لو جلسوا في بيوتهم فجاء الناس فلم يجدوا أحداً يُخْبِرُهم عن الله تبارك وتعالى وعن رسوله صلى الله عليه وسلم حتّى يأتونا فنخبرهم عن الله تبارك وتعالى وعن رسوله صلى الله عليه وسلم) (2).ويقول شيخهم الأوالي (3): (ذكر نبذة من أحوال أئمتهم الأربعة وسائر علمائهم المبتدعة، وما أحدثوه في الدّين من البدع الفظيعة، لا سيما من بينهم أبو حنيفة صاحب البدع الكسيفة، ومَن ليس له من الله خيفة)! (4).وذكر القاضي عياض في الترتيب أن رجلاً من الإمامية سأل مالكاً رحمه الله: (من خير الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم؟) فقال مالك: أبو بكر. قال: ثم من؟ قال: عمر. قال: ثم من؟ قال: الخليفة المقتول ظلماً عثمان. فكان جواب هذا السائل الرافضي أن قال للإمام: "والله لا أجالسك أبداً" (5). كان موقف أعلام الاثني عشرية وأقطابها قديماً وحديثاً من أئمة المذاهب السنية الأربعة وأتباعهم موقف عداءٍ.
    ولا ينبغي أن يُستغرب هذا منهم بحال؛ فقد نصبوا العداء لمن هم أفضل من هؤلاء وأكمل؛ صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم وأزواجه رضي الله عنهم.
    ومما سوّد به الاثنا عشرية كتبهم من مواقف عدائية تجاه أئمة السنة الأربعة وغيرهم: ما أخرجه الكليني بسنده إلى أبي جعفر الباقر أنه قال -وهو مستقبل الكعبة-: (إنما أُمر الناس أن يأتوا هذه الأحجار فيطوفوا بها ثم يأتونا فيعلمونا ولايتهم لنا، وهو قول الله: وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى [طه:82]- ثم أومأ بيده إلى صدره- إلى ولايتنا. ثم قال: يا سدير (1)! فأُريك الصّادين عن دين الله؟ ثمّ نظر إلى أبي حنيفة وسفيان الثوريّ في ذلك الزمان وهم حِلَقٌ في المسجد، فقال: هؤلاء الصادّون عن دين الله بلا هدى من الله ولا كتابٍ مبين. إن هؤلاء الأخابث لو جلسوا في بيوتهم فجاء الناس فلم يجدوا أحداً يُخْبِرُهم عن الله تبارك وتعالى وعن رسوله صلى الله عليه وسلم حتّى يأتونا فنخبرهم عن الله تبارك وتعالى وعن رسوله صلى الله عليه وسلم) (2).ويقول شيخهم الأوالي (3): (ذكر نبذة من أحوال أئمتهم الأربعة وسائر علمائهم المبتدعة، وما أحدثوه في الدّين من البدع الفظيعة، لا سيما من بينهم أبو حنيفة صاحب البدع الكسيفة، ومَن ليس له من الله خيفة)! (4).وذكر القاضي عياض في الترتيب أن رجلاً من الإمامية سأل مالكاً رحمه الله: (من خير الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم؟) فقال مالك: أبو بكر. قال: ثم من؟ قال: عمر. قال: ثم من؟ قال: الخليفة المقتول ظلماً عثمان. فكان جواب هذا السائل الرافضي أن قال للإمام: "والله لا أجالسك أبداً" (5).كان موقف أعلام الاثني عشرية وأقطابها قديماً وحديثاً من أئمة المذاهب السنية الأربعة وأتباعهم موقف عداءٍ.
    ولا ينبغي أن يُستغرب هذا منهم بحال؛ فقد نصبوا العداء لمن هم أفضل من هؤلاء وأكمل؛ صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم وأزواجه رضي الله عنهم.

    ردحذف
  12. ومما سوّد به الاثنا عشرية كتبهم من مواقف عدائية تجاه أئمة السنة الأربعة وغيرهم: ما أخرجه الكليني بسنده إلى أبي جعفر الباقر أنه قال -وهو مستقبل الكعبة-: (إنما أُمر الناس أن يأتوا هذه الأحجار فيطوفوا بها ثم يأتونا فيعلمونا ولايتهم لنا، وهو قول الله: وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى [طه:82]- ثم أومأ بيده إلى صدره- إلى ولايتنا. ثم قال: يا سدير (1)! فأُريك الصّادين عن دين الله؟ ثمّ نظر إلى أبي حنيفة وسفيان الثوريّ في ذلك الزمان وهم حِلَقٌ في المسجد، فقال: هؤلاء الصادّون عن دين الله بلا هدى من الله ولا كتابٍ مبين. إن هؤلاء الأخابث لو جلسوا في بيوتهم فجاء الناس فلم يجدوا أحداً يُخْبِرُهم عن الله تبارك وتعالى وعن رسوله صلى الله عليه وسلم حتّى يأتونا فنخبرهم عن الله تبارك وتعالى وعن رسوله صلى الله عليه وسلم) (2).ويقول شيخهم الأوالي (3): (ذكر نبذة من أحوال أئمتهم الأربعة وسائر علمائهم المبتدعة، وما أحدثوه في الدّين من البدع الفظيعة، لا سيما من بينهم أبو حنيفة صاحب البدع الكسيفة، ومَن ليس له من الله خيفة)! (4).وذكر القاضي عياض في الترتيب أن رجلاً من الإمامية سأل مالكاً رحمه الله: (من خير الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم؟) فقال مالك: أبو بكر. قال: ثم من؟ قال: عمر. قال: ثم من؟ قال: الخليفة المقتول ظلماً عثمان. فكان جواب هذا السائل الرافضي أن قال للإمام: "والله لا أجالسك أبداً" (5).المصدر: موقف الشيعة الاثني عشرية من الأئمة الأربعة لخالد بن أحمد الزهراني
    ومن صور عدائهم للأئمة الأربعة أيضاً ما جاء على لسان بعض شعرائهم:
    إذا شئت أن ترضى لنفسك مذهباً ... ينجيك يوم البعث من ألم النار
    فدع عنك قول الشافعي ومالكٍ ... وأحمد والنعمان أو كعب أحبار (6)
    ووال أناساً قَولُهُم وحَدِيثُهُم ... روى جَدُّنا عن جبرائيل عن الباري (7) ... ... ...
    وجاء في مقدمة كتاب (مختلف الشيعة) للحلي ما يبين نظرتهم التهكمية للأئمة الأربعة:
    قالوا: لأي شيء أخذت نعلك معك وهذا مما لا يليق بعاقل بل إنسان؟ قال: خفتُ أن يسرقه الحنفية كما سرق أبو حنيفة نعل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. رأينا من قبل الجرح والتعديل عن الجمهور، والموقف من الرواية عن أهل البدع، وما يتصل بالعدالة والضبط.
    والصحابة الكرام، خير أمة أخرجت للناس، شهد لهم ربهم عز وجل وكفى بالله شهيدا، وشهد لهم الرسول - صلى الله عليه وسلم، وما أعظمها من شهادة! ولذلك فهم ليسوا في حاجة إلى شهادة بعد الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم، وعدالتهم أمر معلوم مسلم به عند جمهور المسلمين. ومن طعن فيهم ممن ينتسب إلى الإسلام كاد أن يخرج عن الملة إن لم يكن قد خرج بالفعل. وتبعاً للجرح والتعديل عند الفرق يحكم على الأحاديث، وتؤلف الكتب.
    وقبل أن أبين الجرح والتعديل عند سلف عبدالحسين، وأثر هذا في كتبهم التي قال إنها مقدسة، وصحاح متواترة، أردت أن أوضح موقف " الحاكم " كما جاء في كتابه (معرفة علوم الحديث) وهو شيعي لكنه غير رافضى، حتى لا نخلط بين موقف الشيعة وموقف الرافضة. إن أصح أسانيد أهل البيت: جعفر بن محمد عن أبيه عن جده عن علي إذا كان الراوي عن جعفر ثقة.

    ردحذف
  13. المبحث الأول: الشيعة وإهانتهم أهل البيت:
    إن الشيعة لم يكونوا يوماً من الأيام محبين لأهل البيت ومطيعين لهم، بل ثبت ذلك بنصوص الكتب الشيعية أنهم لم ينشئوا ولم يوجدوا من أول يوم إلا لإفساد العقائد الإسلامية الصحيحة ومخالفتها، ولإضرار المسلمين وسبهم وشتمهم،وإهانة أعيانهم وأسلافهم، وعلى رأسهم حامل الشريعة الحنيفية البيضاء، إمام هذه الأمة المجيدة، وأصحابه، وتلامذته، ونوابه الراشدين، وأهل بيته الطيبين.
    وإننا لما خصصنا هذا الكتاب لذكر الشيعة وعلاقتهم مع أهل البيت بسبب تقولهم أنهم غريسة أولئك الناس وشجرتهم، وهم - أي أهل البيت - أسسوا قواعد مذهبهم، وأرسخوا أصول معتقداتهم، وأكثر من ذلك هم الذين كونوهم وأنشؤوهم وربوهم، ولهم بهم علاقة ليس لأحد غيرهم مثلها.
    فصلنا القول في مزاعمهم وادعاءاتهم، وعرّفنا مدى صلتهم بهم في الأبواب السابقة، وإطاعتهم ومتابعتهم إياهم، وحبهم لهم.
    وأما في هذا الباب والأخير من كتابنا نريد أن نتقدم بالقارئ والباحث إلى الأمام بخطوة أخرى، ونبين أن القوم لم يكتفوا بمخالفة أهل البيت وعصيانهم وبالكذب والافتراء عليهم، بل ازدادوا، وبلغوا إلى حد الإساءة والإهانة، الإساءة العلنية، والإهانة الصريحة الجلية، لا الخفية الغير الظاهرة مثلما عاملوا الآخرين من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم طبقاً بطبق وحذوا بحذو بدون فرق وتمييز، لأنهم لم يتقنعوا بقناع حب آل البيت إلا للسب والشتم في خلفاء رسول الله ورفاقه، ولما فرغوا منهم أكبوا ما في جعبتهم على من تقنعوا بقناع حبهم واسمهم لأن الغرض ليس بغض أولئك وحب هؤلاء، وبناء هذا وهدم ذاك، بل الهدف الوحيد التشويه والتشكيك على المسلمين، وإثارة البغضاء والأحقاد فيما بينهم، وهدم الكيان الإسلامي والأمة الإسلامية، وإلا فهل من الممكن أن يهان أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم وأهل بيت علي رضي الله عنه؟ بل ونبي الله نفسه صلوات الله وسلامه عليه وعلي رضي الله عنه؟.

    ردحذف
  14. المبحث الثاني: خيانات الشيعة لآل البيت
    إن الخائن لا يلوي على شيء، ولا يفرق مع من يكون خائنًا، ومع من يكون أمينًا، فإن الخيانة داء إذا خالط دماء الإنسان فإنه يجعله خائنًا ولو مع أقرب الناس إليه.
    والشيعة الذين غالوا في حب آل البيت وعلى رأسهم علي بن أبي طالب ثبتت خيانتهم لهم منذ اللحظات الأولى لظهور التشيع إبَّان الفتن التي ثارت ثائرتها بين الصحابيين الجليلين علي ومعاوية رضوان الله عليهما.
    خيانتهم لعلي بن أبي طالب: "يا أمير المؤمنين لقد نفدت نبالنا وكلَّت سيوفنا، ونصلت أسنة رماحنا فارجع بنا فلنستعد بأحسن عدتنا ... فأدرك علي أن عزائمهم هي التي كلت ووهنت وليس سيوفهم، فقد بدأوا يتسللون من معسكره عائدين إلى بيوتهم دون علمه، حتى أصبح المعسكر خاليًا، فلما رأى ذلك دخل الكوفة وانكسر عليه رأيه في المسير" (1)."وأدرك الإمام علي أن هؤلاء القوم لا يمكن أن تنتصر بهم قضية مهما كانت عادلة ولم يستطع أن يكتم هذا الضيق فقال لهم: ما أنتم إلا أسود الشرى في الدعة وثعالب رواغة حين تدعون إلى البأس وما أنتم لي بثقة ... وما أنتم بركب يصال بكم، ولا ذي عز يعتصم إليه، لعمر الله لبئس حشاش الحرب أنتم، إنكم تكادون ولا تكيدون وتنتقص أطرافكم ولا تتحاشون .. " (2)
    والعجيب أن شيعة علي من أهل العراق لم يتقاعسوا عن المسير معه لحرب الشام فقط، وإنما جبنوا وتثاقلوا عن الدفاع عن بلادهم، فقد هاجمت جيوش معاوية عين التمر وغيرها من أطراف العراق، فلم يذعنوا لأمر علي بالنهوض للدفاع عنها حتى قال لهم أمير المؤمنين علي: "يا أهل الكوفة كلما سمعتم بمنسر (3) من مناسر أهل الشام انجحر كل امرئ منكم في بيته وأغلق بابه انجحار الضب في جحره والضبع في وجارها، المغرور من غررتموه ولمن فازكم فاز بالسهم الأخيب، لا أحرار عند النداء، ولا إخوان ثقة عند النجاء، إنا لله وإنا إليه راجعون" (4).

    ردحذف
  15. ذهبت الإمامية إلى أن الله ك ( منهاج الكرامة ) : الله تعالى . 1 عدل حكيم لا يفعل قبيحا ، ولا يخل بواجب ، وأن أفعاله إنما تقع لغرض [ صحيح ] صحيح : ساقطة من ( ن ) ، ( م ) . ، وحكمة ، وأنه لا يفعل الظلم ، ولا العبث ، وأنه رءوف أ ، ب : رءوف رحيم . بالعباد يفعل ما هو الأصلح لهم ، والأنفع ، وأنه تعالى كلفهم تخييرا [ لا إجبارا ] لا إجبارا : ساقطة من ( ن ) ، ( م ) . ، ووعدهم الثواب ، وتوعدهم بالعقاب على لسان أنبيائه ، ورسله المعصومين بحيث لا يجوز عليهم ن ( فقط ) : لهم . الخطأ ، [ ولا ] النسيان ن ، م : والنسيان . ، ولا المعاصي ، [ ص: 124 ] وإلا لم يبق وثوق بأقوالهم ، [ وأفعالهم ] وأفعالهم : ساقطة من ( ن ) ، ( م ) . ، فتنتفي فائدة البعثة .

    ثم أردف الرسالة بعد موت الرسول بالإمامة ، فنصب أولياء معصومين ب ( فقط ) : معصومين منصوصين . ليأمن الناس من غلطهم ، وسهوهم ، وخطئهم ، فينقادون إلى أوامرهم لئلا يخلي الله العالم من لطفه ، ورحمته .

    وأنه لما بعث الله محمدا . ك : بعث رسوله محمدا . - صلى الله عليه وسلم - ك : صلى الله عليه وآله . قام بنقل كذا في ( ك ) ، ( أ ) وفي ( ن ) : فأمر بنقل ، وفي ( ب ) : قام بثقل . الرسالة ، ونص على أن الخليفة بعده علي بن أبي طالب [ عليه السلام ] عليه السلام : كذا في ( أ ) ، ( ب ) وفي ( ك ) : عليهما السلام . ، ثم من بعده على ولده ن ، م : ثم من بعد علي ولده . الحسن الزكي ، ( 8 ثم على ولده الحسين الشهيد 8 ) ( 8 - 8 ) : بدلا من هذه العبارات في ( ك ) : ثم على الحسين الشهيد أخيه . ، ثم على علي بن الحسين زين العابدين ، ثم على محمد بن علي الباقر ، ثم على جعفر بن محمد الصادق ، ثم على موسى بن جعفر الكاظم ، ثم على علي بن موسى الرضا ، ثم على محمد بن علي الجواد ، ثم على علي بن محمد الهادي ، ثم على الحسن بن علي العسكري ، ثم على الخلف الحجة [ ص: 125 ] محمد بن الحسن ب ( فقط ) : محمد بن الحسن المهدي . [ عليهم الصلاة والسلام ] عليهما الصلاة والسلام : كذا في ( أ ) ، ( ب ) وفي ( ك ) : عليهما أفضل الصلوات . ، وأن النبي - صلى الله عليه وسلم - ك : عليه وآله . لم يمت إلا عن ، وصية بالإمامة . ) .

    قال : ( وأهل السنة ذهبوا ك : وذهب أهل السنة . إلى خلاف ذلك كله ، فلم يثبتوا العدل ، والحكمة في أفعاله تعالى تعالى : ليست في ( ك ) . ، وجوزوا عليه . ن ، م : عليه تعالى . [ فعل ] فعل : ساقطة من ( ن ) ، ( م ) . القبيح ، والإخلال بالواجب ، وأنه تعالى تعالى : ليست في ( ك ) . لا يفعل لغرض ، ( 9 بل كل أفعاله لا لغرض 9 ) ( 9 - 9 ) : ساقط من ( أ ) ، ( ب ) . من الأغراض ، ولا لحكمة ألبتة ، وأنه يفعل الظلم ، والعبث ، وأنه لا يفعل ما هو الأصلح لعباده ك : للعباد . ، بل ما هو الفساد ن ، م : بل . هو من الفساد ؛ أ : بل هو الفساد . في الحقيقة ؛ لأن فعل ن ، م ، أ : في الحقيقة كفعل . المعاصي ، وأنواع الكفر والظلم ، وجميع أنواع الفساد الواقعة في العالم مسندة مسندة : كذا في ( ك ) ، وفي ( أ ) ، ( ب ) ، ( ن ) ، ( م ) : مستندة . إليه - تعالى الله عن ذلك ك : إلى الله تعالى عن ذلك . - وأن المطيع لا يستحق ثوابا ، والعاصي لا يستحق عقابا ، [ ص: 126 ] بل قد يعذب المطيع طول عمره المبالغ في امتثال أوامره تعالى كالنبي - صلى الله عليه وسلم - ، ويثيب العاصي طول عمره بأنواع المعاصي ، وأبلغها كإبليس ، وفرعون .

    ردحذف

  16. وأن الأنبياء غير معصومين ، بل قد يقع منهم الخطأ ، والزلل ، والفسوق ، والكذب ، والسهو ، وغير ذلك .

    وأن النبي - صلى الله عليه وسلم - ك : عليه وآله . لم ينص على إمام ن ، م ، أ : على إمامة ؛ ك : على إمام بينهم . ، وأنه مات عن غير ن ، م : من غير ؛ ك : بغير . . وصية ، وأن الإمام بعد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أبو بكر بن أبي قحافة بمبايعة ك : لمبايعة . عمر بن الخطاب له ن ، م : عمر - رضي الله عنهما - له . برضاء ن ، م : برضا . أربعة : أبي عبيدة [ بن الجراح ] بن الجراح : ليست في ( ن ) ، ( م ) ، ( ك ) . ، وسالم مولى أبي أبي : ساقطة من ( ك ) . حذيفة ، وأسيد بن حضير أ : أسيد بن حصين ؛ ك : أسد بن حضير . ، وبشير بن سعد [ بن عبادة ] بن عبادة : ليست في ( ن ) ، ( م ) ، ( ك ) . .

    ثم من بعده عمر [ بن الخطاب ] بن الخطاب : ليست في ( ن ) ، ( م ) . بنص أبي بكر عليه ، ثم [ ص: 127 ] عثمان بن عفان بنص عمر على ستة هو أحدهم ، فاختاره بعضهم ، ثم علي بن أبي طالب ك : علي بن أبي طالب - عليه السلام - . لمبايعة ن ، م ، أ : بمبايعة . الخلق له .

    ثم اختلفوا ، فقال . بعضهم : إن الإمام بعده الحسن ك : إن الإمام بعده ابنه الحسن - عليه السلام - . ، وبعضهم قال : إنه معاوية [ بن أبي سفيان ] بن أبي سفيان : ليست في ( ن ) ، ( م ) . .

    ثم ساقوا الإمامة في بني أمية إلى أن ظهر ك : حتى ظهر . السفاح من بني العباس ، فساقوا الإمامة إليه .

    ثم انتقلت الإمامة الإمامة : ساقطة من ( ن ) ، ( م ) ، ( أ ) . منه إلى أخيه المنصور .

    ثم ساقوا الإمامة في بني العباس إلى المستعصم . ) ن ، م ، أ : المعتصم . .

    ردحذف
  17. قلت : فهذا النقل لمذهب أهل السنة ، والرافضة فيه من الكذب ، والتحريف ما سنذكر ن ، م : ما نذكر . بعضه .

    والكلام عليه من وجوه :

    أحدها :

    أن إدخال مسائل القدر ، والتعديل ، والتجوير . في النسخ الأربع : التجويز ، والصواب ما أثبتناه . في هذا الباب كلام باطل [ ص: 128 ] من الجانبين ، إذ كل من القولين قد قال به طوائف من [ أهل ] أهل : ساقطة من ( ن ) ، ( م ) . السنة ، والشيعة ، فالشيعة فيهم طوائف تثبت القدر ، وتنكر مسائل التعديل ، والتجوير م : والتجويز . ، والذين يقرون بخلافة أبي بكر ، وعمر ، وعثمان فيهم طوائف تقول بما ذكره من التعديل ، والتجوير م : والتجويز . كالمعتزلة ، وغيرهم ، ومعلوم أن المعتزلة هم أصل هذا القول ، وأن شيوخ الرافضة كالمفيد ، والموسوي ، والطوسي ، والكراجكي ، وغيرهم إنما أخذوا ذلك من المعتزلة ، وإلا فالشيعة القدماء لا يوجد في كلامهم شيء من هذا .

    وإن كان ما ذكره في ذلك ليس متعلقا بمذهب الإمامة ، بل قد يوافقهم على قولهم في الإمامية من لا يوافقهم على قولهم في القدر ن ( فقط ) : القدرة ، وهو تحريف . ، وقد تقول بما ذكره في القدر طوائف لا توافقهم على الإمامة ن ، م : لا يوافقهم عليه الإمامية ، وهو تحريف . - كان ذكر هذا في مسألة الإمامة بمنزلة سائر مسائل النزاع التي وافقوا فيها بعض المسلمين كمسائل فتنة القبر ، ومنكر ن ، م : القبر منكر . ، ونكير ، والحوض ، والميزان ، والشفاعة ، وخروج أهل الكبائر من النار ، وأمثال ذلك من المسائل التي لا تتعلق بالإمامة ، بل هي مسائل مستقلة بنفسها ، وبمنزلة المسائل العملية كمسائل الخلاف التي صنفها الموسوي ، وغيره من شيوخ الإمامية ، فتبين أن إدخال مسائل القدر في مسألة أ ، ب : مسائل . الإمامية إما جهل ، وإما تجاهل .

    ردحذف