الصمت على جريمة شارلي إيبدو، دليل آخر يفضح الطائفيين.


الشعوب والأمم تفتخر بقادتها ومفكريها وعلمائها وتضعهم في دائرة القداسة والتبجيل ، ويعتبرونهم خطوط حمراء ، لا يمكن تجاوزها ، بل يذهبون إلى ابعد من ذلك فيقدسون ويبجلون كل ما يرتبط بهم ، وقد يصل الأمر إلى بذل الغالي والنفيس من أجل المحافظة على قدسية الرموز والعظماء ، وهذه قضية تنسجم مع الفطرة والشرع و الأخلاق والعقل والتاريخ والتحضر.
لقد تميز نبي الإسلام ورسول الرحمة وبشير السلام ، بخصائص ومناقب ومكانة ومنزلة ، فاقت جميع الأنبياء والمرسلين ، فضلا عما هو دونهم من الدرجة ، فهو سيد المخلوقات وأقدسها وأطهرها وأكملها وأنقاها وأنورها ، وشهد ودان لعظمته وعبقريته وسمو شخصيته المفكرون والعباقرة من غير المسلمين، فالنبي هو العظيم والقائد والعبقري ، الذي لا يمكن أن يُقارن به احد ، فهو مفخرة امة الإسلام والعرب، ومخرج البشرية من الظلمات إلى النور، ولقد حظي من المنزلة والدرجة عند الله ما لا يحظى بها غيره ، حتى أن أجر الرسالة جُعِل المودة في القربى ، فعِلَّة المودة وتشريفها هي انتسابها للنبي ، كما أن أي تشريف أو تقديس لكل ما يرتبط بالنبي ، هو من اجل النبي ولعظمة النبي ، ومن الثقافات والأدبيات التي يتمسك ويلتزم بها المسلمون هي تقديس وحفظ وصيانة كل ما يرتبط ويتعلق بصاحب الخلق والعظيم ، وأن أي إساءة لذلك هو إساءة لشخص النبي ، بل هو عصيان للنبي والقرآن ، فصار عنصر الارتباط والتعلق الحقيقي بالنبي من احد الأدلة التي يُحتَجُّ بها في كثير من الموارد التي قد تقع محل اختلاف ، فعلى سبيل المثال ، أن أتباع مذهب أهل البيت عليهم السلام يعتمدون على هذا الدليل في كثير من نقاشاتهم وحواراتهم وخصوصا في ما يتعلق بالحسين عليه السلام ، فمن جملة ما يقال : إن الحسين ابن بنت رسول ، وهو من القربى الذين امر الله بمودتهم والإساءة إليه هي إساءة لرسول الله ، وإن سبايا الحسين هم سبايا الرسول ، وان ما فعله الطاغية يزيد ، لم يراعي فيه حرمة الرسول وإن من رضي بفعل يزيد فانه قد أساء للرسول ، وعصى الرسول ، لأن الحسين ابن بنته ، وسبطه وريحانته ، فالإساءة له إساءة للرسول ، وغيرها من الموارد الكثيرة وهذا مما لا نقاش فيه ولا غبار عليه وهو ثابت شرعا ، وخلاصة القول : إذا كان الارتباط الحقيقي بالنبي يعد أمرا مقدسا وخط احمرا ، وان الإساءة إليه والرضا بها أو السكوت عنها إساءة للنبي ، فمن باب أولى أن تكون الإساءة إلى شخص النبي والرضا بها أو السكوت عنها أشد حرمة وقبحا.
فأين الذين يعتقدون بأن الإساءة للحسين وللقربى إساءة للرسول؟!!!، أين خطباء المنابر؟!!!، أين "الروزخونيين"؟!!!، أين "الرواديد" ؟!!!،أين الشعراء؟!!!، أين زوار الحسين ؟!!!،أين مرجعياتهم ؟!!!،هذا شخص جد الحسين "الرسول الأقدس" تعرض ولا زال يتعرض إلى الإساءة والتنكيل والسخرية والاستهزاء، فلماذا هذا الصمت والسكوت المهين ؟!!!.
أين الذين يطعنون بعرض وشرف النبي ، تحت شماعة انه أساء إلى النبي ؟!!!، هذا شخص الرسول تعرض ولا زال يتعرض إلى الإساءة والتنكيل والسخرية والاستهزاء فلماذا هذا الصمت والسكوت المهين؟!!!.
أين الذين يطعنون ويسبون الخلفاء والصحابة بذريعة أنهم أساءوا للنبي؟!!!، هذا شخص "الرسول الأقدس" تعرض ولا زال يتعرض إلى الإساءة والتنكيل والسخرية والاستهزاء فلماذا هذا الصمت والسكوت المهين؟!!!. أين الذين اتخذوا من الطائفية والقمع والقتل والتهجير والتهميش والطعن بعرض النبي وسب الخلفاء والصحابة شماعة للدفاع عن المذهب والنبي وآله ؟!!!، هذا شخص "الرسول الأقدس" تعرض ولا زال يتعرض إلى الإساءة والتنكيل والسخرية والاستهزاء، فلماذا هذا الصمت والسكوت المهين ؟!!!.
أليس هذا الصمت والسكوت المهين دليلا آخر يضاف إلى الأدلة التي تكشف عن أن الحسين والقربى وآل النبي والمذهب والنبي والطعن بعرض النبي والخلفاء والصحابة ، ما هي إلا شماعات و ذرائع يستخدمها الانتهازيون النفعيون الطائفيون ، لدغدغة مشاعر أتباعهم واستقطابهم مذهبيا وطائفيا ، من اجل تحقيق المصالح الشخصية والأجندات الخاصة لأولئك الانتهازيين؟!!!!.
بقلم
احمد الدراجي




    تعليقات بلوجر
    تعليقات فيس بوك

1 التعليقات:

  1. احمد الكربلائي21 يناير 2015 في 9:19 م

    الواجب الشرعي والاخلاقي يلزمنا النصر والانتصار لرسول الحق والانسانية وان نرفع الاصوات التي تندد بتلك الاساءات التي تحاول النيل من صاحب الخلق العظيم محمد المصطفى الامين عليه وعلى اله صلوات رب العزة ورب العالمين (لبيك يارسول الله....لبيك ياحبيب الله..لبيك ياصاحب الخلق العظيم لبيك..في الليل والنهار لبيك يارسول الله...في الاسرار والاعلان لبيك يارسول الله..لبيك يارسول الله ..لبيك يانبي الله

    ردحذف