المحاضرة الثامنة لبحث الدولة المارقة

الدولة , المارقة , عصرالظهور , عهدالرسول

هذه البحوث تتناول الأصول العقائدية التي تستند إليها حركات التكفير و التطرف، و لا سيما ما يسمى بـ “الدولة الإسلامية في العراق و الشام” (داعش) أو ما يسمى بـ “الدولة الإسلامية” –لتشويه صورة الإسلام و أية دولة تحكم بإسم الإسلام–، و اثبات مروق هذه الحركة “أو الدولة” عن مبادئ الإسلام الحنيف و الإنسانية. و مصطلح “المارقة” مأخوذ من عبارات الأحاديث النبوية الشريفة التي تذكر أقواما “يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية“. و هذا من البحوث التي تمثل أداءاً لواجب العالِم المحقق في تبصير الأمة الإسلامية بالنهج الإسلامي الصحيح في التعامل مع المسلمين و غير المسلمين بلا تكفير و لا قتل و لا عنف و لا إرهاب و لا تهجير و لا تهميش. و يدعو سماحته في طيات هذا البحث الأمة الإسلامية الى الإحتكام الى العقل و الحكمة و الرجوع الى النبع الصافي الصحيح لتشريع الأحكام الإسلامية و التثبّت من الروايات التي يحاول المدلّسون و أصحاب الأغراض السياسية دسّها و نشرها و الترويج لها لإستقطاب فرق المسلمين تحت عناوين طائفية. و لا شك أن هذا – و للأسف الشديد– هو ما لم يتصدّ له أحد بحيادية و وسطية و بذهنية العالِم المنصف، بالرغم من اقتتال المسلمين و اباحة بعضهم دماء و أعراض و أموال بعضهم الآخر.

و مما تميّز به سماحة السيد المحقق (دام ظله) في هذا البحث استخلاصه الأفكار البحثية من نصوص أئمة التكفير أنفسهم أو من النصوص التي يدعون الركون إليها و الإعتماد عليها. و لا شك أنّ هذا أبلغ في الحجة على أتباع هذا المنهج، لأن من الواضح أن التناقض الداخلي في الأفكار دليل على بطلانها. فكيف يمكن لعاقل ان يتّبع فكرا يناقض بعضه بعضا و يلفق الأفكار المتباينة المشتتة ليكوّن منها منهجا يريد من المسلمين اتّباعه؟ إذ لطالما استخدم المقتنعون بهذه الأفكار اساليب اللف و الدوران و التشكيك في النصوص و الأحاديث المعارضة لنصوص و أحاديث أئمتهم و رفضها فلا يصل من يتحدث معهم الى نتيجة. لكن اذا كان الحديث عن استدلالات أئمتهم بعينها لا غير و تبيان تناقضاتها و الاستحسانات التي تملأها فحينئذ يصطدمون بحقائق لا مفر منها تبيّن بطلان أفكارهم بدلالة أفكارهم نفسها
والان اترككم مع المحاضرة الثامنة




    تعليقات بلوجر
    تعليقات فيس بوك

0 التعليقات:

إرسال تعليق