أسمى الفرائض وأشرفها ,, في منظور الصرخي الحسني



قال تعالى: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ}
 [آل عمران: 110].

فريضة عظيمة فرضها الله على امة محمد صلى الله عليه وآله وسلم ، وهي حصن الإسلام الحصين ، ووثاقه المتين ، فما ظهرت أعلام الشريعة في أمة وارتفعت ، ولا فشت أحكام الإسلام وانتشرت ، ولا خابت مساعي الإفساد واندحرت إلا بقيامها وتحقيقها , وهي الروح التي بها تحيى بقية الفرائض وتُحل المكاسب وتُعمر الأرض وكما وصفها الإمام الباقر (عليه السلام) في حديث مروي عنه فريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بأنها (أسمى الفرائض وأشرفها) ... وهذا ما أشار إليه أيضاً أهل البيت (عليهم السلام) : (أن بفريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر تقام الفرائض و تأمن المذاهب ، و تحل المكاسب ، و تمنع المظالم ، و تعمر الأرض و ينتصف للمظلوم من الظالم ، و لا يزال الناس بخير ما أمروا بالمعروف ، و نهوا عن المنكر ، و تعاونوا على البر... ) ،.فحياة الدين وفاعليته وحفظ حقوق الناس وعمارة أوطانهم منوطة بفريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ولهذا كان شعار الحسين (عليه السلام) في ثورته الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وطلب الإصلاح في الأمة فبذل الأرواح الطاهرة والدماء الزكية , وسُبيت العيال واقتديت اسارى ،من اجل إحياء وإقامة هذه الفريضة التي عطلها وأماتها وحرفها حكام الجور وأئمة الضلال ووعاظ السلاطين لأنها تُهدد كيانهم وتُذهب بدنياهم الوضيعة ومصالحهم الشيطانية البغيضة ...

وعلى هذا النهج المحمدي الحسيني الأصيل سار المرجع الصرخي الحسني وأحيى هذه الفريضة بالقول والفعل ,والبيان والتبيين والتبليغ , والتوضيح والمواقف الثابتة, ورفع شعار الإصلاح ورفض الفساد والمفسدين والظالمين ، ووقف مع المستضعفين والمظلومين وطالب بحقوقهم المسلوبة ودعم وساند كل الحركات الإصلاحية وربيع الثورات العربية ،كما وحذر من مغبة الصمت والسكوت والرضوخ والسير خلف الرموز الدينية والسياسية التي سكتت وأسكتت الناس وخدعتهم وأضلتهم ... رموزممن أصبح الاستبداد دينا لهم، والظلم مذهبهم، والجور مسلكهم، والتلوّن معتقدهم، والكذب ديدنهم، والدولار واليورو والذهب والفضة معبودهم، والعروش والقروش ربهم ، وملء بنوك الغرب وحشوها بثروات المظلومين المنهوبة طقوسهم، وسجن الأحرار والثوار والمثقفين والتنكيل بهم، أو إغتيالهم عادة لهم , و بث الرعب والارهاب والهلع في نفوس المواطنين شيمتهم ... والكثير من الحالات المأساوية والكارثية الخارجة عن الوصف والتوصيف والعد والإحصاء, فضلاً عن سنين من القهر والغدر والعذاب والقحط والجدب والأستغلال والأستعباد والعبودية الشاملة نتيجة تسلطهم  !


وبين كل هذا وذاك؛ نرى السيد الصرخي الحسني الوحيد بين إولئك قد أعطى النموذج الحقيقي والفهم الواعي الصادق لثورة الحسين وكيفية التعامل معها والنهل من معينها الذي لا ينضب , وأشار إلى جوهر إحياء الشعائر الحسينية المستوحاة من فلسفة النهضة الحسينية ،حيث يقول في بيان رقم – 69 –((محطات في مسير كربلاء)) :

 المحطة الثانية:
ولنسأل أنفسنا عن الأمر والنهي الفريضة الإلهية التي تحيا بها النفوس والقلوب والمجتمعات هل تعلمناها على نهج الحسين ((عليه السلام)) وهل عملنا بها وطبقناها على نهج الحسين الشهيد وآله وصحبه الأطهار"عليهم السلام"وسيرة كربلاء التضحية والفداء والابتلاء والاختبار والغربلة والتمحيص وكل أنواع الجهاد المادي والمعنوي والامتياز في معسكر الحق وعدم الاستيحاش مع قلة السالكين والثبات الثبات الثبات......))

المحطة الثالثة :
والآن ايها الأعزاء الأحباب وصل المقام الذي نسال فيه أنفسنا ، هل سرنا ونسير ونبقى نسير ونثبت ونثبت ونثبت على السير ونختم العمر بهذا السير المبارك المقدس السير الكربلائي الحسيني الالهي القدسي في النصح والأمر والإصلاح والنهي عن المنكر وإلزام الحجة التامة الدامغة للجميع وعلى كل المستويات فنؤسس القانون القرآني الإلهي وتطبيقه في تحقيق المعذرة الى الله تعالى أو لعلهم يتقون
حيث قال الله رب العالمين سبحانه وتعالى : { وَإِذَ قَالَتْ أُمَّةٌ مِّنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْماً اللّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَاباً شَدِيداً قَالُواْ مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ } الأعراف/164.
وبهذا سنكون ان شاء الله في ومن الأمة التي توعظ الآخرين وتنصح وتأمر بالمعروف وتنهي عن المنكر فينجها الله تعالى من العذاب والهلاك ، فلا نكون من الأمة التي قعدت عن الأمر والنهي والنصح والوعظ فصارت فاسقة وظالمة وأخذها الله تعالى بعذاب بئيس. ولا نكون من الأمة التي عملت السيئات ولم تنته ولم تتعظ فعذبها الله تعالى وأهلكها وأخذها بعذاب بئيس بما كانوا يفسقون فقال لهم الله كونوا قردة خاسئين، قال العزيز الحكيم:

{ لَمَّا نَسُواْ مَا ذُكِّرُواْ بِهِ أَنجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُواْ بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُواْ يَفْسُقُونَ * فَلَمَّا عَتَوْاْ عَن مَّا نُهُواْ عَنْهُ قُلْنَا لَهُمْ كُونُواْ قِرَدَةً خَاسِئِينَ } الأعراف/165-166.



وكانت ضريبة هذه المواقف المشرفة الحرب والإقصاء والتهميش والتعتيم والقمع والتشريد والتطريد والمداهمة والأعتقال والتعذيب وغيرها من الأساليب الوحشية التي مارستها الأنظمة الظالمة وولي أمرها الأحتلال الكافر البغيض ..

http://www.youtube.com/watch?v=t9X6Q2n0uUQ

بيان رقم – 12 – (( صَفَر الانتفاضة))
http://www.al-hasany.net/News_Details.php?ID=49


بيان رقم -76- (( ليبيا الانتفاضة والصمود ))
http://www.al-hasany.net/News_Details.php?ID=465

هكذا سار السيد الصرخي الحسني على الدرب القويم الصحيح , رافضاً كل ظلم وقبح وفساد , مناصراً للمظلومين , طالباً رضاء ربه، عاملاً بالورع والعفة والصلاح ,حاملاً همَّ هذا الدين، ساعياً لصلاح المسلمين، بالحث على الخيرات، والتحذير من المنكرات،غير متأثر وغير مبالٍ أبدا للأقلام المأجورة للسلطة والسلطان والسلاطين، ولا للشيوخ والملالي والفقهاء الذين برّروا ويشرّعون إستبداد وطغيان ونهبية السلاطين، ولا لأشباه المثقفين الذين يمرّرون ويبرّرون الاستغلال والاستبداد والظلم لحكام الجور والدكتاتورية... فهؤلاء جميعا أدوات وأبواق ومزامير ووعاظ للسلاطين السلطويين المستبدين النهبيين للثروات الوطنية والمدنسين للكرامة والعزة والحرية والعدالة ... هدفه أن يعم الخير والأمان وتنزل الأرض بركاتها , وترفع السماء نقمتها , وتخرج الأرض كنوزها .


    تعليقات بلوجر
    تعليقات فيس بوك

0 التعليقات:

إرسال تعليق