الفكر والمعرفة في منهج السيد الصرخي الحسني



من الممكن لعالم ان ينتهج منهجاً خاصاً في علم من العلوم ليكون مبدعاً ومتخصصاً في هذا المجال كما عُرف في المدارس الإسلامية بقوة ومتانة من يمتلك دفة العلم في علم الأصول ليكون له الامتياز بالدرجة الأولى وبروزه في مجال هذا العلم وتطوره ، لكن عندما نلاحظ ونتتبع قوة ومتانة الامتلاك العلمي على كل الأصعدة فأننا نجد أنفسنا أمام جبل قد ألم بما تحته ليكون شماً عالياً أحاط بما حوله ، ولابد من القول أن يكون لهذه الصفة وهذا النتاج وضعية أخرى لمن يتتبع ويتقصى عن جديد ما أملاه المحيط العقلي ، وفي قراءة موجزة نجد أنفسنا أمام كم هائل من العلوم والمعارف التي تستوقفنا لنقف امامها شاكرين لما أحاطت من علوم وفائدة تدور مدار العلم والمعرفة ، كما في الاصول وعلم الفقه مثلهما كمثل الابداع في مجال التاريخ والسيرة وفلسفتهما ، ومن الملاحظ للمتتبع ولا عجب أن قلنا أنه من النادر أيجاد دراسات منهجية تحقيقية قد عالجت البُعد الفقهي الأصولي مثلما عالجت البعد الأجتماعي والتاريخي والسياسي بالمنهج الثوري والفكري مما يجعل الأمر مدار الاعجاب والتقدير والامتنان ، ليكون الافق الذي أستحضره من العلوم الفقهية والأصولية لتستدعي الوقوف على المعطيات لنجد تأثيرها في دائرة العلم والعلماء ، وهذه الجهود قد اندرجت في مقام الخطاب الفكري المنهجي الديني، لتتجلى في تجديد وتطوير الفكر المعرفي ، ومنهجه في دراسة المنهاج التاريخي والتفسيري لم يتعارف عليها أحد من المتخصصين في التفسير المنهجي للأحداث ليتضح جلياً شرحه وايضاحه على مجريات الأحداث ، وانسجاما مع هذه الرؤيا الثاقبة في أثراء كل مجالات العلوم سعى دام ظله العالي الى وضع بصمات الفكر المنهجي على كل مجالات الحياة السياسية منها والاجتماعية ، ونرى أن رؤيته للتقليد نابعة من فهم عميق اذ ان التقليد يشمل جميع امور الحياة والامور التي لها دخل في الحياتيين وانطلاقا من هذا المفهوم فانه ركز وحث على التحقيق والبحث وابراء الذمة في التقليد وخصوصية المجتهد الذي يُقَلد والبحث عن الدليل الذي هو الحاكم في ابراء الذمة وهو وعي بالواقع ، وحتى يرفع ذلك الاشتباه بروح الوعي والمسؤولية الواقعة على عاتقه من تصديه لزمام الامور فقد اعاد صياغة مفهوم التقليد بروح المعرفة وبَيّن ان مفهوم التقليد هو وعي وليس اتكالاً ونظر وليس اغماضاً ، وخلاف هذا فان التقليد الاعمى ممنوع ينجم عنه كثير من المفاسد وهو محاولة الانتشال الفكر الجمودي الّا واعي مما جعل هذا الامر في موقعه المحدد الموضوعي ، وعدم الاعتقاد بالتقليد النابع من عدم التحقيق والتدبر والبحث في مضمون الدليل والذي يشمل الكثير من عوام الناس ليضعوا العالم والفقيه في مقام العصمة وعدم الخطأ ليكونوا فوق النقد والمساءلة بما ينتج عن وجود مخاطر كثيرة يتوارثها المجتمع الأسلامي ويولد مظاهر التأليه والقداسة ، وبهذا يكون سماحته دام ظله العالي موضحاً لمفهوم الأجتهاد والتقليد قد وقف موقفاً حازماً بالادلة والبراهين لهذين المفهومين .


    تعليقات بلوجر
    تعليقات فيس بوك

0 التعليقات:

إرسال تعليق